لم نعد نشعر بالقلق.. تجارب أناس تجنبوا متابعة الأخبار - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 3/9/20253/9/2025

|

آخر تحديث: 10:09 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:09 (توقيت مكة)

ناقشت صحيفة الغارديان البريطانية ظاهرة تجنب متابعة الأخبار، الآخذة بالاتساع، لا سيما مع انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تضاعفت فرص الوصول للأخبار والتعرض لمحتوى مثير للقلق.

ووفقا لاستطلاع شمل نحو 50 دولة لمعهد رويترز لدراسة الصحافة في يونيو/حزيران الماضي، فقد قال 40% إنهم يتجنبون الأخبار أحيانا أو غالبا بزيادة ملحوظة عن أعلى رقم تم تسجيله في عام 2017، حيث كانت نسبة المتجنبين للأخبار آنذاك 29%، وكان الرقم أعلى من ذلك في الولايات المتحدة، حيث بلغ 42%، أما في بريطانيا فقد وصل إلى 46%.

لماذا يتجنب الناس الأخبار؟

وبين استطلاع معهد رويترز أن السبب الرئيسي لتجنب الأخبار هو تأثيرها السلبي على المزاج، كما ذكر بعض المشاركين أنهم مرهقون من كمية الأخبار، وأن هناك تغطية مفرطة للحروب والصراعات، وأنه لا يوجد ما يمكنهم فعله بعد استهلاك هذه الأخبار.

وتنقل الغارديان تجربة الأميركية المتقاعدة مارديت بور التي توقفت عن مشاهدة الأخبار منذ قرابة ثماني سنوات، تقول بور "الآن بعد أن توقفت عن مشاهدة الأخبار، لم أعد أشعر بالقلق ولا بالخوف"، مضيفة أنها كانت تستيقظ أحيانا في الثانية أو الثالثة فجرا، وتشعر بالانزعاج من أحداث تجري في العالم جراء المواكبة الدورية للأخبار.

أما جوليان بوريت، وهو خبير تسويق بريطاني، فقد بين أنه قطع اتصاله عمدا بالأخبار منذ بدء جائحة كورونا عام 2020، بعد أن شعر بالإدمان على الأخبار السلبية، حيث حذف معظم تطبيقات الوسائط من هاتفه وتجنب النشرات التلفزيونية.

ونقلت الغارديان تجارب آخرين لم يتوقفوا تماما عن متابعة الأخبار، إذ بيّن أحدهم أنه يتابع الأخبار مرة واحدة في الأسبوع ليبقى على اطلاع، ويصف آخر شعوره بالغضب من التطورات السياسية الأخيرة، ويشير إلى أنه يحاول وضع حدود لنفسه من خلال قراءة العناوين الرئيسية فقط.

زيادة استهلاك الأخبار، تسبب بمزيد من الضيق، والقلق، والاكتئاب، وأعراض الإجهاد اللاحق للصدمة، وأعراض الإجهاد الحاد

بواسطة غارديان

 

تأثير الأخبار على الصحة النفسية

وتشير الدراسات إلى أن زيادة التعرض للأخبار، لا سيما عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تغطية الأحداث المأساوية، يمكن أن تؤثر سلبا على الصحة النفسية.

ما يقلق بنجامين توف، وهو أحد مؤلفي كتاب "تجنب الأخبار" الأثر السلبي للمقاطعة التامة للأخبار (الجزيرة)

وفي هذا الجانب، تقول روكسان كوهين سيلفر أستاذة علم النفس والطب والصحة العامة في جامعة كاليفورنيا إن زيادة استهلاك الأخبار تسبب بمزيد من الضيق والقلق والاكتئاب وأعراض الإجهاد اللاحق للصدمة وأعراض الإجهاد الحاد، وعللت ذلك بالقول "هناك فرص كثيرة للتعرض للأخبار طوال الوقت، إما من خلال الإشعارات الفورية على هواتف الناس، وإما عبر العديد من الوسائل المختلفة في وقت واحد".

إعلان

وبينت سيلفر التي درست عواقب استهلاك وسائل الإعلام حول الأزمات، مثل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 ووباء كوفيد-19، أن الاستقطاب السياسي في السنوات الأخيرة، كان أحد العوامل الرئيسية المسببة للتوتر لدى الناس في الولايات المتحدة.

وحذرت من أن مشاهدة الصور المروعة على وجه الخصوص ترتبط بالاضطراب النفسي، مضيفة أن هذا مما يثير القلق، لا سيما في عصر تنتشر فيه الصور القاسية للمآسي خارج سيطرة غرف الأخبار.

نصائح مقترحة

ويتناقل الناس العديد من النصائح في آلية التعامل الصحيح مع الأخبار، ويركز الكثير منها على خلق حواجز حماية، حتى يتمكن الناس من البحث عن المعلومات بشكل مدروس عبر:

الاشتراك في النشرات الإخبارية. الملخصات من مصادر موثوقة. إيقاف تنبيهات الأخبار. الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وتعلق سيلفر "يمكن للناس البقاء على اطلاع دون الحاجة إلى التصفح المستمر"، فبالنسبة لها تقرأ الأخبار على الإنترنت لكنها تتجنب مقاطع الفيديو والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وتقترح تحديد فترات زمنية محددة لقراءة الأخبار بدلا من الانغماس بها على الدوام، مشيرة إلى أن ذلك يساعد الناس على الشعور بالسيطرة على مقدار تعرضهم للأخبار.

إذا كنت تعتقد أن الناس ينبغي أن يتمتعوا بنفس الفرص للمشاركة في الحياة السياسية، والتصويت، والتعبير عن آرائهم بشأن القضايا السياسية المهمة، فإننا نعتقد أن انسحاب الناس من الأخبار يمثل مشكلة

بواسطة غارديان

 

الانقطاع عن الأخبار مشكلة أيضا

ويميز بنجامين توف، مدير مركز مينيسوتا للصحافة بجامعة مينيسوتا، بين الذين يتجنبون الأخبار باستمرار، وأولئك الذين يحدون من استهلاكهم لها فقط، ويقول إن الفئة الأخيرة "صحية تماما".

لكن ما يقلق توف -وهو أحد مؤلفي كتاب "تجنب الأخبار" (Avoiding The News)- الأثر السلبي للمقاطعة التامة للأخبار، محذرا من تعميق ذلك للانقسامات الاجتماعية، الأمر الذي سيجعل البعض أقل مشاركة في الحياة السياسية.

ويقول توف "كلما انفصلت عن الأخبار، أصبح من الصعب محاولة فهم ما يحدث في أي قصة معينة بشكل أوضح"، ولاحظ أن تجنب الأخبار بشكل مستمر يتفشى أكثر بين الشباب والنساء والطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا.

ويختم توف "إذا كنت تعتقد مثلنا أننا نريد بشكل معياري أن يتمتع الناس بالفرص للمشاركة في الحياة السياسية والتصويت والتعبير عن آرائهم بشأن القضايا السياسية المهمة، فإننا نعتقد أن انسحاب الناس من الأخبار يمثل مشكلة".

0 تعليق