الإخلاء المتكرر ينهك القاطنين في محيط مخيم طولكرم - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد بلاص:


لم يمضِ سوى أيام قليلة على عودة بعض العائلات إلى مساكنها في "حوش أبو صفية" بالحي الشرقي من مدينة طولكرم، بعد أشهر من النزوح القسري، حتى أجبر جيش الاحتلال جميع العائلات في هذا المربع السكني على إخلاء منازلها، بشكل مفاجئ، رغم سماحه قبل أيام للعائلات وأصحاب المحال التجارية الواقعة مساكنهم ومحالهم في مناطق محاذية لمخيمي طولكرم ونور شمس بالعودة إليها.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال أخطرت العائلات في المربع السكني بضرورة الخروج من منازلها التي أمهلتها عدة ساعات لإخلائها.
ويقع مربع "حوش أبو صفية" بملاصقة مخيم طولكرم، وتعرض سابقاً لعدة عمليات إخلاء من قبل جيش الاحتلال، والذي سمح لاحقاً للعائلات بالعودة إلى مساكنها.
ووصف أسامة أبو صفية وهو أحد سكان الحي، عملية الإخلاء بأنها الأكبر من نوعها في هذا المربع السكني، مشيراً إلى أن قوة من جيش الاحتلال مكونة من أكثر من 20 جندياً، اقتحمت المنازل قبل أيام، وطلبت من سكانها ضرورة إخلائها، مع إعطائها مهلة ساعتين فقط للإخلاء.
وأضاف أبو صفية: "إن الجنود لا يتحدثون إلا العبرية، واضطروا إلى استخدام تطبيق للترجمة على الهواتف للحديث مع الأهالي، لكن لم يعطوهم أي معلومة، حيث سأل الأهالي عن سبب الإخلاء، وقالوا للجنود إنهم خارج المخيم ويسكنون أحد أحياء المدينة، فرد الجنود أن على السكان التوجه للضباط الأكبر، حيث لا يملكون الإجابة، كما لم يجيبوا عن المدة الزمنية للإخلاء، ومتى يستطيع الأهالي العودة إلى منازلهم، واكتفوا بإبلاغهم بأن المنطقة عسكرية مغلقة وعليهم مغادرتها".
وبين، أن قرار الإخلاء شمل أكثر من 40 عائلة، مضيفاً، إن الجنود أخذوا بالصراخ على الأهالي لإجبارهم على الإخلاء، وقاموا بتحطيم محتويات منزل كل من يرد عليهم.
ومضى: "لم يكن هناك من خيار آخر أمام العائلات سوى إخراج ما يمكن إخراجه من مقتنياتها وأثاث منازلها، حتى بعد انتهاء مهلة الساعتين، كونها تخشى تحطيم وحرق محتويات المنازل كما حصل في العديد من المناطق سابقاً".
وأكد أبو صفية للصحافيين، أن الأهالي فوجئوا من قرار الإخلاء، كونهم يسكنون خارج المخيم وليسوا ضمن حدوده، إضافة إلى أنهم لا يعرفون سبب هذا القرار على الإطلاق.
أما الحاجة سائدة أبو صفية، فقالت، إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منزلها حيث عرض ضابط ورقة مكتوبة باللغة العبرية لم تفهم العائلة مضمونها، لكن أحد الجنود المشاركين في الاقتحام أبلغها أن الورقة تتضمن أمراً عسكرياً بإخلاء المنزل، دون أن يحدد مدة الغياب عنه، لكنه قدر أن الفترة قد تمتد حتى نهاية العام.
وأشارت، إلى أنها تعيش مع زوجها المسن في الطابق الأرضي من عمارة سكنية، فيما يعيش أبناؤها الأربعة مع عائلاتهم كل في طابق.
ولفتت، إلى أن أمر الإخلاء الحالي ليس الأول، حيث أجبر جيش الاحتلال العائلات في هذا المربع السكني على إخلاء مساكنها لعدة أسابيع، وبعد عودتها وجدت محتويات منازلها محطمة بالكامل، وهو ما دفعها في هذه المرة لإخراج ما يمكنها إخراجه من مقتنيات حتى لا يكون مصيرها التحطيم والتخريب، لتبدأ العائلة رحلة البحث عن منازل للإيجار، وهي مهمة صعبة في طولكرم في ظل وجود آلاف النازحين جراء العدوان المستمر للشهر السابع على التوالي.
ومع استمرار العدوان على طولكرم ومخيميها، يسمح جيش الاحتلال من حين لآخر لبعض العائلات بالعودة إلى منازلها في محيط المخيمين، وفي المقابل يأمر عائلات أخرى في مناطق ثانية بإخلاء منازلها.

 

0 تعليق