كتب عيسى سعد الله:
أغرقت مجزرة الأبراج، التي تنفذها قوات الاحتلال بحق أبراج مدينة غزة منذ أربعة أيام، المدينة بازدحام مروري وفوضى عارمة لم تشهدها المدينة من قبل، بعد أن أغلق ركام الأبراج العديد من الشوارع والطرق الرئيسة، وبات المرور فيها مستحيلاً.
وباتت الطرق المتاح السير فيها للأفراد والمركبات في المدينة محدودة جداً بالكاد تكفي لسير المشاة، خصوصاً الشوارع الواقعة بين منطقة الجندي المجهول وحتى مشارف تل الهوا جنوباً.
ويستغرق قطع السيارة لمسافة لا تزيد على كيلومتر واحد في هذه المنطقة أكثر من نصف ساعة على الأقل، ما يدفع المواطنين إلى قطعها سيراً على الأقدام.
وتتعمد قوات الاحتلال قصف الأبراج والبنايات المرتفعة الواقعة بالقرب من المفترقات والتقاطعات المهمة والمحورية في المدينة، كما هو الحال مع أبراج مشتهى والسوسي ورؤيا.
وتسبق عمليات قصف الأبراج حالة نزوح عارمة من محيطها، ما يغرق المدينة بحالة من الفوضى العارمة وازدحام مروري يؤدي إلى شل الحركة في جميع الشوارع.
ولوحظ تعمد قوات الاحتلال تحذير وقصف الأبراج في وقت الذروة وحركة المواطنين، وفي المناطق التي تشهد حركة سكان كثيفة كمنطقة الجامعات وأنصار وتل الهوا.
واضطر معظم سائقي المركبات للتوقف عن العمل في الوقت الحالي لعدم جدواه وبسبب إغلاق معظم الطرق داخل المدينة، بسبب ركام الأبراج وحالة الازدحام الشديدة، كما هو الحال مع السائق محمود نصر، الذي فضل التوقف عن العمل لغياب الجدوى المادية والاقتصادية.
وقال: إن المسافة التي كان يقطعها في خمس دقائق تحتاج الآن إلى أكثر من ثلاثين دقيقة بحد أدنى.
وأضاف نصر لـ"الأيام": لم تعد الشوارع آمنة ومريحة للعمل بعد أن امتلأت الطرقات بركام الأبراج والبنايات العالية، وكذلك بآلاف النازحين والمارة الذين يفضلون قضاء حاجاتهم مشياً على الأقدام.
أما السائق سائد البلدي، فقد اتجه للعمل خارج مدينة غزة وبشكل خاص في المخيمات الوسطى لعدم جدوى العمل داخل المدينة، بسبب أوامر الإخلاء المتكررة والمتواصلة التي تنفذها قوات الاحتلال بحق مربعات سكنية تضم أبراجاً سكنية.
وقال البلدي لـ"الأيام": لم تعد في المدينة أي شوارع يمكن السير فيها بسبب الازدحام وعمليات الإخلاء التي تشهدها، خاصة المنطقة الوسطى والجنوبية للمدينة.
ولا يتوقف المواطنون عن التحرك داخل المدينة من مربع سكني إلى آخر بسبب عمليات الإخلاء المتكررة وقصف المباني والبنايات المرتفعة.
وبخلاف قصف الأبراج المرتفعة، لجأت قوات الاحتلال إلى تهديد وقصف عشرات المنازل العادية في المدينة، خاصة في حي الدرج ومنطقة الصحابة.
وأفاد شهود عيان بوجود حالة نزوح شديدة من الحي، وحي التفاح المجاور الذي تتعرض جهته الغربية والشمالية لتوغل إسرائيلي شديد تصاحبه عمليات تفجير واسعة للمباني والمنشآت.
كما تواصلت عمليات النزوح من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة والمناطق القريبة من بلدة جباليا النزلة، بعد أن واصلت قوات الاحتلال التقدم براً داخلها، وقصفها للمربعات الغربية فيها.
ورغم عمل فرق من بلدية غزة بالتعاون والتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنساني في إزالة الركام من بعض الطرقات، إلا أن الدمار الذي سببه الاحتلال خلال الأيام الأخيرة يحول دون إتمام الجرافات لعملها بالشكل المطلوب؛ نظراً لمحدودية إمكاناتها وكمية الدمار والركام الهائلة في الشوارع.
ويقتصر عمل هذه الآليات القديمة على إزالة الركام الخفيف وردم الحفر الصغيرة، كما يقول قائمون على المشروع لـ"الأيام".
وأوضح هؤلاء أنه ولأجل فتح الحد الأدنى من الطرق في المدينة لتسهيل حركة المركبات، تحتاج البلدية إلى جرافات كبيرة جداً ورافعات وآليات متخصصة غير موجودة في القطاع.
0 تعليق