"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان والمعاناة في غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" رصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُتواصل على قطاع غزة عامة، ومدينة غزة على وجه الخصوص، ونقلت أبرز القصص التي تُوثق مآسي النازحين في ظل تصاعد العدوان، واستهداف العمارات والأبراج السكنية بشكل مُوسع.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام" مشهد تحت عنوان "لن نرحل"، ومشهد آخر يوثق تصاعد تدمير الأبراج والعمارات العالية، ومشهد ثالث يرصد استمرار تقويض الاحتلال عمل الفرق الإنسانية.

 

"لن نرحل"
رفض غالبية سكان مدينة غزة أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة، وبقوا في منازلهم وخيامهم في المدينة، بينما مازالت شوارع المدينة تعج بالحركة.
ولم يكتفِ سكان مدينة غزة بالإعلان الصريح عن رفض النزوح، إذ خرج الآلاف منهم في مسيرة كبيرة، وحملوا أكفانهم في أيديهم، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بتحويل مدينة غزة إلى رفح جديدة، حيث يخطط الاحتلال لتدميرها كما حدث في رفح، وأنهم باقون في أحيائهم حتى لو استشهدوا فيها.
وقالت المواطنة سوما الفراني، التي استشهد نجلها جراء الغارات على مدينة غزة قبل أيام، إنها منذ بداية العدوان على مدينة غزة وهي ترفض النزوح، وخسرت ابنها، ومازالت وعائلتها يصرون على البقاء، حتى لو ماتوا كلهم.
وأكدت أن أقل من 10% من سكان مدينة غزة غادروها باتجاه جنوب القطاع، وبعض من غادروا عادوا إلى المدينة، بعد تعذر إيجاد أماكن يقيمون فيها.
وأشارت إلى أن ظاهرة النزوح العكسي التي حدثت مؤخراً أسهمت في تثبيتهم، حيث إن عشرات العائلات وصلت من جنوب القطاع باتجاه مدينة غزة، للإقامة فيها، لتثبيت المواطنين، وحثهم على عدم النزوح.
وبينت أنها توجهت إلى السوق بعد يوم من إصدار أوامر النزوح، وفوجئت باكتظاظها بالمواطنين، والمتاجر والبسطات مفتوحة، بينما مازالت عشرات العائلات تقيم خيامها غرب مدينة غزة، رغم شدة القصف والغارات.
وأكد غالبية المواطنين من سكان المدينة، أنهم لن ينزحوا، وهناك الكثير من الأسباب تمنعهم من النزوح، أهمها التكاليف المالية العالية للنزوح، وعدم وجود حماية من الموت في مناطق النزوح، واكتظاظ جنوب القطاع وعدم وجود أماكن خالية، وتمسكهم بالثبات على الأرض في مواجهة مخططات الاحتلال، مشيراً إلى أن صمود المواطنين هو السبيل الوحيد لمنع مخطط التهجير الخطير.
في حين، أكد المختار آدم حمودة، رفض مكونات المجتمع الفلسطيني القاطع لفكرة الهجرة أو النزوح من شمال القطاع، مشدداً على تمسّكهم بالبقاء والثبات في أرضهم رغم الظروف الصعبة والتصعيد المستمر.
وقال حمودة، الذي شارك برفقة عشرات الوجهاء في مسيرة رفض النزوح، إن "الحشود جاءت لتؤكد للعالم أجمع بأننا لن نرحل، ونرفض تماماً فكرة الهجرة أو النزوح، وأننا باقون وثابتون داخل شمال قطاع غزة".

 

تصاعد تدمير الأبراج والعمارات
صعّد الاحتلال من عملياته العسكرية في مناطق شمال قطاع غزة، ووسع من دائرة استهداف الأبراج والعمارات العالية في مدينة غزة، بالتزامن مع تدمير مربعات سكنية، تحوي بنايات متعددة الطوابق.
ويومياً ينشر المتحدث باسم جيش الاحتلال على صفحته إنذارات قبيل تدمير بنايات متعددة الطوابق، وأبراج سكنية، ويطلب من سكانها والقاطنين حولها الإخلاء، وبعدها بعدة دقائق يتم استهداف المبنى المذكور ومحيطه بواسطة الطائرات، ما يتسبب بدمار واسع.
وادعى الاحتلال أن العمارة المستهدفة تضم ما أسماه بنية تحتية لحركة "حماس"، الأمر الذي نفاه أصحاب البنايات والأبراج، في عدة بيانات أصدروها سابقاً، مؤكدين أن ما يروّجه الاحتلال محض أكاذيب، لا أساس لها من الصحة.
وسبق أن نشر الناطق باسم جيش الاحتلال خارطة جديدة لمدينة غزة، ظهر فيها عدد كبير من العمارات والأبراج مهدداً باستهدافها خلال الأيام المقبلة، تحت ذريعة أنها تستخدم لأغراض عسكرية ومراقبة ونشاطات مشبوهة، وفق قوله.
وبعد تصاعد استهداف الأبراج، بدأ آلاف النازحين بتفكيك خيامهم من محيط الأبراج والعمارات المرتفعة، مع احتمال استهدافها في أي وقت، في حين نزحت مئات العائلات باتجاه شاطئ البحر، وأخرى أقامت في ساحات مفتوحة، مبتعدين عن العمارات والأبراج العالية، التي يمتلئ غرب مدينة غزة بها، قبل البدء بالنزوح جنوباً.
وذكر مواطنون ومراقبون أن هدف قصف هذه الأبراج والمباني التي تؤوي مئات العائلات وآلاف النازحين الذين لا مأوى لهم، هو الضغط على سكان مدينة غزة وإجبارهم على النزوح.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن استهداف برج أو عمارة من 10 طوابق يعني فعلياً قصف حي سكني كامل، إذ تحتوي كل عمارة على عشرات الشقق التي تقطنها مئات الأسر، لافتة إلى أن قصف عدة أبراج في اليوم الواحد يعادل تدمير بلدة أو قرية كاملة، بل وحتى نصف مدينة صغيرة، وهذا يزيد من حجم الكارثة والمأساة في المدينة.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أن استهداف المباني المرتفعة ليس مجرد قصف للحجر، بل هو سياسة تهجير قسري للمدنيين، وأن عائلات كاملة تُرمى في العراء بلا مأوى، في غياب أية مساحات آمنة، مبيناً أن هذا الخطر لا يهدد حياة الناس فحسب، بل يسلبهم حقهم في البقاء والعيش بكرامة.
ومن المتوقع أن تتصاعد سياسة تدمير الأبراج والعمارات السكنية، بعد أوامر الإخلاء التي شملت جميع أنحاء مدينة غزة.

 

تقويض عمل الفرق الإنسانية
بينما يتصاعد العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة بصورة غير مسبوقة، وتتواصل الغارات الجوية على مدار الساعة، خاصة تلك التي تستهدف منازل مأهولة، يواصل الاحتلال تقويض عمل فرق الإغاثة الإنسانية، ويمنعها من تأدية عملها بصورة طبيعية، ويحول دون استجابة تلك الفرق للاستغاثات الصادرة من بعض المناطق، ما يُهدد حياة الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.
وأكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أن الاحتلال مازال يرفض السماح لطواقمه بالتدخلات الإنسانية في العديد من المناطق السكنية، ما يحول دون الوصول إلى المصابين الذين تصل استغاثاتهم من تحت أنقاض المباني السكنية التي دمّرها الاحتلال فوقهم.
ووفق الدفاع المدني فإنه وخلال شهر آب الماضي سجلت غرفة الاستغاثة الإنسانية التابعة له 10 نداءات استغاثة لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وطلبت ضرورة إجراء تنسيق عاجل لإجلاء الضحايا من مناطق الاستغاثات، لكن الاحتلال لا يزال يرفض عمليات التنسيق ووصول الطواقم إلى تلك المناطق.
ونوّه إلى أن غرفة الاستغاثة تحاول منذ أيام الحصول على موافقة الاحتلال، للوصول إلى عائلة "أبو سعادة" في محيط مخبز العودة بمنطقة بني سهيلا في خان يونس، لإجلاء أربعة أشخاص مصابين، منهم أب وابنته، وما زالوا محاصرين بعدما استهدف جيش الاحتلال منزلهم، لكن دون جدوى، وباتت حياتهم مهددة، جراء تعذر إجلائهم.
ووفق مواطنين فإنهم أُبلغوا عن وجود جثامين لأقربائهم في مناطق متفرقة من قطاع غزة، لكن أفراد الدفاع المدني ومركبات الإسعاف أكدوا لهم أنهم لا يستطيعون الوصول إلى "المناطق الحمراء"، بسبب منع الاحتلال ذلك، حيث يُغامر مواطنون ويصلون إلى تلك المناطق بهدف إجلاء الجثامين.
كما استهدف الاحتلال مؤخراً، وبشكل متعمد، شاباً من سكان مدينة خان يونس، كان يعمل لعدة أشهر بشكل تطوعي على جلب الجثامين والجرحى من المناطق الخطرة، حيث استشهد الشاب المذكور، ما عرقل حتى الجهود المحلية المتواضعة في عمليات الإجلاء.
وطالب الدفاع المدني بضرورة إلزام الاحتلال بتطبيق القانون الدولي الإنساني، والسماح بعمل مقدمي الخدمة الإنسانية، وإخلاء المدنيين من المناطق الخطرة.

 

0 تعليق