أنين الضحايا يخترق الأنقاض ليحطم قلوب العاجزين عن إنقاذهم - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:

استمع الشاب تيسير لصوت يطلب النجدة والمساعدة، لكنه لم يصدق نفسه فاستدعى شخصين آخرَين ليتأكدوا جميعهم من وجود أحد الأحياء تحت أنقاض منزل عائلة "الحصري" الذي قصفته قوات الاحتلال في مخيم الشاطئ شمال غربي مدينة غزة، فجر أول من أمس.
وقال تيسير (28 عاماً): إنه وصل إلى المنزل بعد استهدافه بنحو عشر دقائق لتفقد أثار الدمار الذي حل به، ولفت انتباهه وجود أحد الأحياء تحت الركام.
وأضاف: "الظلام كان حالكاً والرؤية صعبة، وبعد لحظات وصلت طواقم الدفاع المدني، والمسعفون، إلى المكان وتمكنوا من إنقاذ امرأة مسنة مصابة بجروح جراء سقوط الركام فوق جسدها، وواصلوا البحث عن جثامين لكنهم لم يجدوا".
يذكر أن قوات الاحتلال قصفت منزل عائلة "الحصري" دون سابق إنذار، وحولته إلى كومة كبيرة من الركام فوق ساكنيه. ويتكون المنزل من أربعة طوابق، ويقع عند مفترق "القوقا" في مخيم الشاطئ، وكان يسكنه نحو 28 شخصاً، غالبيتهم في عداد الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض. وتمكن المسعفون من انتشال أشلاء طفل كانت عند طرف البناية المدمرة.
وتابع: "اقتربت أكثر فأكثر، واستعنت بشخصين كانا يتواجدان في مكان الاستهداف، وتأكدنا من عدم وجود أحياء عالقين تحت الركام يحتاجون للمساعدة، وفور تدخل الدفاع المدني انتشل أفراده المسنة بعد مضي وقت قصير.
وواصل العشرات من المسعفين ورجال الدفاع المدني والمتطوعين والجيران محاولات الانتشال والبحث عن الضحايا، إلا أن تلال الركام كانت كثيفة، وكان من الصعوبة الوصول إليهم.
وأشار الشاب تيسير، الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملاً، وهو أحد جيران المنزل المستهدف بالقصف، إلى أنه يشغل معظم وقته في تقديم العون للضحايا ومساعدة النازحين والأطفال.
وبيّن أنه انشغل طوال الوقت بمحاولة البحث عن الضحايا المتواجدين تحت الركام، وتمكن بمساعدة آخرين من انتشال طفل ينتمي لعائلة من الجيران، وكان قد أصيب ببعض الرضوض وفي مكان سهل الوصول إليه فوق الركام، فيما واصل، لعدة ساعات، الحفر ومحاولة إزالة الركام بوسائل يدوية بمشاركة متطوعين آخرين، لكنهم فشلوا في انتشال أي من الضحايا.
وأصر أفراد الدفاع المدني على العمل لساعات أخرى باستشارة الأقرباء والجيران الذين يعرفون التفاصيل الداخلية للمنزل، واستطاعوا اختراق بعض الفتحات بين الركام، لكنهم لم يشاهدوا أي جثامين، قبل أن يعلنوا انسحابهم من المكان نظراً لعجزهم عن البحث أكثر.
ورجحت مصادر محلية من الأقرباء وجود بعض الأحياء تحت الركام نظراً لوجود فتحات بين طوابق المنزل، لكن غياب الأدوات والآليات الخاصة بإزالة الأنقاض حالت دون إنقاذهم، وبالتالي قد يكونون فارقوا الحياة.
فيما رجحت مصادر محلية ومديرية الدفاع المدني وجود نحو 25 شهيداً تحت أنقاض المنزل، بعدما أُعلن عن توقف عمل أفراد الدفاع المدني والمسعفين.
وقال تيسير: "بدا أن من كان مصاباً قد فارق الحياة متأثراً بجروحه بعد مضي نحو خمس ساعات من العمل، من دون إنقاذ، وكان أمراً متوقعاً بسبب غياب المعدات المناسبة".
يذكر أن ساكني المنزل الشهداء من عائلة الحصري، التحقوا بآلاف الشهداء المفقودين تحت أنقاض المباني والمنازل في قطاع غزة.

 

0 تعليق