لوكهيد مارتن.. قلعة السلاح الأميركي و"شريكة" إسرائيل في الإبادة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لوكهيد مارتن هي واحدة من أكبر شركات الصناعات الدفاعية في الولايات المتحدة الأميركية والعالم، يقع مقرها الرئيسي في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند، تأسست عام 1995 عندما اندمجت شركتا "لوكهيد كوربوريشن" و"مارتن مارييتا" في مجموعة واحدة أطلق عليها "لوكهيد مارتن".

وشكل هذا الاندماج نقطة تحول محورية في صناعة الدفاع الأميركية، إذ انطلقت لوكهيد مارتن نحو الريادة العالمية عبر أنشطتها المتنوعة في مجالات الفضاء والدفاع والأمن والتكنولوجيا.

وفق البيانات الرسمية للشركة إلى حدود عام 2025، تضم أكثر من 121 ألف موظف حول العالم، يعملون في أزيد من 350 منشأة دولية، ويشكل العسكريون المتقاعدون حوالي 20٪ منهم.

في عام 2025 تلقت الشركة انتقادات حادة، من منظمات دولية لحقوق الإنسان، بسبب مساهمتها في تزويد إسرائيل بالعتاد العسكري الذي استخدمته في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

التأسيس

تعود جذور "لوكهيد مارتن" إلى بدايات القرن 20، عندما أسس "غلين ل. مارتن" شركة "مارتن" للطائرات في لوس أنجلوس عام 1912، والتي انتقل مقرها لاحقا إلى بالتيمور، قبل أن تندمج عام 1961 مع شركة "أميركان ماريتا" وتتحول إلى "مارتن ماريتا".

أما شركة "لوكهيد" للطائرات فقد تأسست عام 1926 في مدينة بربانك بولاية كاليفورنيا، وشكلت امتدادا لمحاولات الإخوة لوكهيد في مجال الطيران منذ عام 1912.

وفي 15 مارس/آذار 1995 اندمجت "لوكهيد" مع "مارتن ماريتا"، مما أدى إلى ميلاد شركة "لوكهيد مارتن"، التي تحولت في غضون سنوات قليلة إلى أكبر شركات الصناعات الدفاعية والفضائية في العالم.

مشهد من داخل مصنع تابع لشركة لوكهيد مارتن ينتج طائرات "إف 35" (رويترز)

مجالات التخصص الكبرى

قطاع الطيران

وهو أكبر قطاع داخل الشركة، إذ شكل عام 2024 نحو 39٪ من إجمالي إيراداتها، بفضل إنتاجه مجموعة واسعة من أبرز الطائرات المقاتلة في العالم، على رأسها برنامج "إف-35 لايتنينغ 2″، الذي يعد أكبر مشروع مقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس على مستوى العالم، ويشكل وحده حوالي 18٪ من إيرادات الشركة.

كما يشمل القطاع إنتاج وصيانة "إف-16 فايتيغ فالكون" المنتشرة في عشرات الدول، و"إف-22 رابتور" المقاتلة الشبح المخصصة لسلاح الجو الأميركي، علاوة على مشاريع الطيران المتقدم التي يقودها مركز الأبحاث الشهير "سكنك وركس"، الذي ابتكر "يو-2″ و" إس آر-71″.

إعلان

قطاع الصواريخ ونظم التحكم في إطلاق النار

وفق بيانات الشركة لعام 2024، مثل هذا القطاع حوالي 18٪ من الإيرادات، بفضل تطوير أنظمة تسليح دقيقة ومتنوعة، وبرامج صاروخية إستراتيجية مثل "باتريوت المتقدم – الإصدار 3″، ومنظومة "ثاد" لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية، إضافة إلى صواريخ "جاسم" بعيدة المدى، و"هيلفاير" الموجهة.

كما يتولى القطاع تصميم أنظمة متقدمة للاستهداف والتحكم في إطلاق النار تدمج في المقاتلات والمركبات العسكرية لتعزيز الدقة والكفاءة القتالية.

قطاع الأنظمة الدوارة والمهام

شكل هذا القطاع حوالي 24٪ من الإيرادات عام 2024، ويجمع بين منتجات متنوعة تشمل الطائرات المروحية والأنظمة البحرية والاتصالات الدفاعية.

يتكون من شركة "سيكور سكاي" المتخصصة في صناعة المروحيات، وعلى رأسها "يو إتش-60 بلاك هوك" و"سي إتش-53 كيه كينغ ستاليون".

كما ينتج القطاع نظام "أيجيس"، وهو نظام قتال متكامل مخصص أساسا للعمليات البحرية، يستخدم في تزويد المدمرات والطرادات بقدرات دفاعية متقدمة.

ويعمل هذا القطاع أيضا على تطوير أنظمة الرادار والقيادة والسيطرة، والحلول السيبرانية الخاصة بالمهام الدفاعية.

قطاع الفضاء

شكل نحو 18% من إيرادات الشركة عام 2024، ويشمل تطوير برامج صواريخ الردع النووي مثل "ترايدنت دي 5 الثاني" المستخدم في الغواصات الأميركية.

ويسهم القطاع أيضا في برنامج "أوريون" الفضائي التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء المعروفة اختصار بـ"وكالة ناسا"، والمخصص للرحلات العميقة التي تتم خارج مدار الأرض المباشر أو حزام الجاذبية الأرضية إلى القمر والمريخ ضمن برنامج "أرتميس".

كما يشارك القطاع في تشغيل وتطوير أنظمة الملاحة العالمية "جي بي إس"، علاوة على أنظمة الاتصالات والأقمار الاصطناعية المستخدمة في الاستطلاع العسكري والدفاع الصاروخي الفضائي.

الأداء المالي

لوكهيد مارتن نموذج للشركات العالمية الكبرى من حيث الأداء المالي المستقر والمتنامي، إذ بلغت إيراداتها حوالي 71 مليار دولار عام 2024، بزيادة قدرها 5% مقارنة بـ67.6 مليار دولار في 2023، مع صافي أرباح بلغ 5.3 مليارات دولار.

كما سجلت الشركة برسم العام نفسه سجلا قياسيا للطلبات المتراكمة وصل 176 مليار دولار، مما يوفر أكثر من عامين من الإيرادات المستقبلية، ومكنها من تخصيص نحو 3 مليارات دولار للبحث والتطوير من أجل تعزيز الابتكار التكنولوجي.

شبكة الموردين والاستثمار عبر العالم

في عام 2024، تعاونت الشركة مع 13181 موردا، منهم أكثر من 12200 داخل الولايات المتحدة و932 من مناطق مختلفة في العالم، وخصصت لهم 36 مليار دولار للاستثمار، شملت الولايات الأميركية كلها، إضافة إلى موردين في 53 دولة.

وتمتلك الشركة بفضل شبكة مورديها أكثر من 350 منشأة حول العالم، كما منحت في العام نفسه حوالي 7 ملايين دولار لأكثر من 7100 مورد من الشركات الناشئة، دعما لها وتعزيزا لسلاسل التوريد.

SINGAPORE - FEBRUARY 09: A man looks at the container goods sitting outside the Lockheed Martin booth during the Singapore Airshow media preview on February 9, 2020 in Singapore. Lockheed Martin, the USA weapons maker, will not be participating in next week's Singapore Airshow over the coronavirus concerns. (Photo by Suhaimi Abdullah/Getty Images)
جناح شركة لوكهيد مارتن في معرض للطيران بسنغافورة عام 2020 (غيتي إيميجز)

العملاء والشركاء الدوليون

تتعامل الشركة مع أكثر من 70 دولة حول العالم، وتعد الولايات المتحدة زبونها الأول، تليها مجموعة من الدول الحليفة مثل أستراليا وألمانيا وإسرائيل واليابان والمملكة المتحدة ودول أخرى عدة.

إعلان

وتسهم هذه الشبكة الدولية من العملاء في تعزيز دور الشركة باعتبارها محركا رئيسيا للفرص الاقتصادية وتطوير الصناعات الدفاعية على نطاق عالمي.

وقد تجسدت هذه الشراكات عمليا في صفقات كبيرة مثل صفقة دعم صيانة طائرات "إف-35" مع بولندا في أغسطس/آب 2025 بقيمة بلغت 1.85 مليار دولار، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية البولندية.

أما على صعيد الشركاء الدوليين، فالشركة تجمعها شراكات إستراتيجية مع مؤسسات عالمية تهدف من خلالها إلى تعزيز إنتاجها وقدراتها التكنولوجية، ومن أبرزها شركات "نفانتيا" و"إيندرا" و"ويزيا" و"سينور" في إسبانيا، وشركة "ريينتميتال" في ألمانيا، إضافة إلى شركات "سيكور سكاي" و"هيلي وان" و"ميليستون" في البرازيل.

الانتقادات

واجهت "لوكهيد مارتن" انتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بسبب دورها في تزويد إسرائيل بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، التي تستخدم في الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم إنسانية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.

FILE - A man walks past a Lockheed Martin logo as he walks through a section of the company's chalet bridging a road at Farnborough International Airshow in Farnborough, southern England, July 19, 2006. (AP Photo/Matt Dunham, File)
شعار شركة لوكهيد مارتن (أسوشيتد برس)

والشركة من أبرز الموردين العسكريين لإسرائيل، إذ تزودها بطائرات مقاتلة من طراز "إف-16" و"إف-35″، وصواريخ وأنظمة قتالية أخرى، يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الهجمات الجوية المكثفة على غزة، وتخلف سقوط آلاف الضحايا، مما يثير تساؤلات حول المسؤولية القانونية والأخلاقية للشركة.

شهدت أسهم الشركة ارتفاعا كبيرا عقب بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما يعكس زيادة الطلب على الأسلحة مع استمرار الإبادة الجماعية.

أثارت هذه الأرباح المرتفعة انتقادات حادة تمحورت حول استفادة شركات الأسلحة الأميركية من مأساة الفلسطينيين لتحقيق أرباح مالية.

دعوات للمساءلة

في فبراير/شباط 2024، أمرت محكمة في لاهاي الحكومة الهولندية بوقف تصدير قطع غيار طائرات "إف-35" إلى إسرائيل، مشيرة إلى وجود "أدلة واضحة" تفيد استخدامها في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني بقطاع غزة، وتوجد قطع الغيار هذه في مستودع للشركة بمدينة فونسدريخت الهولندية.

كما دعت المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان مثل "هيومن رايتس ووتش" و"أوكسفام" إلى تعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى أنها تستخدمها في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

وفي يوليو/تموز 2025 اتهمت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "فرانشيسكا ألبانيزي" شركة "لوكهيد مارتن" وشركات أخرى بالمساهمة في ما وصفته بـ "اقتصاد الإبادة"، عبر تزويد إسرائيل بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المستخدمة في قتل المدنيين، ودعت إلى فرض عقوبات ومساءلة المسؤولين التنفيذيين لهذه الشركات.

0 تعليق