قبل شهر واحد من إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام، تُشدّد لجنة نوبل النرويجية على استقلالية قرارها، في مواجهة ما يُنظر إليه على أنه مساعي مكثفة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للفوز بالجائزة المرموقة.
منذ عودته إلى البيت الأبيض، لم يُخفِ ترمب رغبته في نيل هذه الجائزة التي سبقه إليها خصمه السياسي اللدود باراك أوباما.
ويُكرّر الملياردير باستمرار أنه يستحق التكريم لدوره في حل النزاعات، رغم استمرار الصراع في قطاع غزة والحرب على أشدّها في أوكرانيا.
في المقابل، أكّد أمين سر لجنة نوبل، كريستيان بيرغ هاربفيكن، أن الاهتمام الإعلامي ببعض المرشحين "لا يؤثر على المناقشات الجارية داخل اللجنة".
وأوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن "اللجنة تنظر في كل ترشيح وفقاً لمزايا صاحبه"، وأنها تبذل قصارى جهدها لتكون قراراتها بعيدة عن أي حملات أو تأثيرات خارجية.
عملية الترشيح والشكوك المحيطة
يعتمد ترمب في حملته على إبراز ترشيحات قادة أجانب له، مثل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
إلا أنه لا توجد تأكيدات بوصول هذه الترشيحات في الموعد النهائي المحدد لعام 2025. وشدّد هاربفيكن على أن "الترشيح ليس بالضرورة إنجازاً عظيماً، فالإنجاز الحقيقي هو الفوز بالجائزة"، مذكّراً بأن قائمة الأشخاص الذين يمكنهم الترشيح طويلة جداً وتضم آلاف الأسماء.
وبلغ عدد المرشحين هذا العام 338 فرداً ومنظمة، وتبقى القائمة سرية. وأفادت صحيفة "داغنز نارينغسليف" النرويجية بأن دونالد ترمب تطرّق مباشرة إلى موضوع الجائزة في مكالمة هاتفية مع وزير المال النرويجي ينس ستولتنبرغ، رغم أن الوزارة لم تؤكد التفاصيل المتعلقة بالجائزة.
استقلالية اللجنة وآراء الخبراء
تؤكد لجنة نوبل أنها تتخذ قراراتها باستقلالية تامة عن السلطة السياسية، رغم أن أعضاءها الخمسة يُعيّنون من قبل البرلمان النرويجي.
وكمثال على ذلك، أشارت اللجنة إلى قرارها منح الجائزة عام 2010 للمعارض الصيني ليو شياوبو، متجاهلة تحذيرات الحكومة النرويجية آنذاك، مما تسبب في خلاف دبلوماسي كبير مع بكين.
وفي النرويج، يشكك الخبراء في فرص فوز ترمب بالجائزة.
ورأى مدير الأبحاث في المعهد النرويجي للشؤون الدولية، هالفارد ليرا، أن "هذا النوع من الضغط عادة ما يُفضي إلى نتائج عكسية".
وأضاف أن منح الجائزة لترمب الآن قد يجعل اللجنة تُتهم بالإذعان لرغبته، مما ينسف مصداقيتها.
كما أشار مؤرخون متخصصون في جائزة نوبل إلى عدة أسباب لعدم منح ترمب الجائزة، منها إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعمه للاحتلال، وابتعاده عن قيم جائزة نوبل القائمة على التعاون الدولي ونزع السلاح والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان. واختتم المؤرخون مقالاً لهم بالقول إن فوز ترمب "يتطلب أن يكون أعضاء لجنة نوبل قد فقدوا عقولهم".
0 تعليق