Published On 12/9/202512/9/2025
|آخر تحديث: 17:02 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:02 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
عمّان- في مشهد وطني جامع، احتشد آلاف الأردنيين في قلب العاصمة عمّان بعد صلاة الجمعة أمام المسجد الحسيني في وسط البلد، استجابة لدعوة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، للمشاركة في الوقفة الجماهيرية التي حملت شعار "وين العرب وين.. وين الملايين.. المشروع الصهيوني تهديد وجودي للأمة".
الوقفة جاءت عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر، وقبيل أيام من انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، لتعكس موقفا شعبيا وبرلمانيا وحزبيا موحدا ضد استهداف مكاتب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطر، ولتجدد الدعوة إلى موقف عربي حاسم تجاه جرائم الاحتلال في فلسطين وقطاع غزة.
ورغم الطابع الغاضب للهتافات، فقد طغى على المشهد الحضور الأمني الكثيف الذي أحاط مكان التجمع، مما أضفى على الوقفة بعدا آخر عكس حساسية التوقيت السياسي.
دعوة للوحدة
المشاركون في الوقفة -وهم خليط من الأحزاب السياسية والنقابات المهنية، والشخصيات الإسلامية والبرلمانية والعشائرية- رددوا هتافات دعت للوحدة العربية والإسلامية في مواجهة "المشروع الصهيوني الوجودي".
كما حملوا لافتات كتب عليها "غزة عنوان الكرامة" و"قطر ليست وحدها"، في إشارة إلى أن الاعتداء على الدوحة لا يخصها وحدها بل يمثل -فق تعبيرهم- "استهدافا ممنهجا للأمة كلها"، مشددين على أن الشارع الأردني يقف في خندق واحد مع فلسطين وقطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
كما مثلت الوقفة الغاضبة رسالة مباشرة للقادة العرب قبيل انعقاد قمتهم في الدوحة، بأن "المرحلة لا تحتمل بيانات التنديد والاستنكار، وإنما قرارات عملية توقف العدوان وتحاسب الاحتلال على جرائمه"، وبحسب القيادات المشاركة في الوقفة، فإن العدوان على قطر يجب أن يُقرأ باعتباره إنذارا مبكرا لكل العواصم العربية، ورسالة مفادها أن الاحتلال لن يتوقف عند حدود فلسطين أو غزة.

لحظة وطنية
اللافت في الوقفة كان الطابع الوحدوي؛ حيث التقت الهتافات الحزبية والنقابية مع المواقف الرسمية والعشائرية والبرلمانية على أرضية مشتركة عنوانها رفض العدوان الإسرائيلي على قطر، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، فالمشهد -بحسب مراقبين- عكس "لحظة وطنية" جامعة قلما تتكرر، خصوصا في ظل حساسية التوقيت المتزامن مع القمة المرتقبة في قطر.
إعلان
من جانبه، شدد القيادي في الملتقى الوطني لدعم المقاومة، المهندس ميسرة ملص، على أن "العدوان الإسرائيلي على قطر لا يستهدفها وحدها، بل يشكل اعتداء سافرا على الأمن القومي العربي وكرامة الأمة بأسرها".
وأكد ملص في حديثه للجزيرة نت أن "العدو الصهيوني استمر في تجاوزاته، وإذا لم يتم وضع حد له، فقد يكون اليوم الدوحة هدفه، والعواصم العربية الأخرى قد تكون الهدف التالي"، وأضاف أن الموقف القطري يستحق التقدير لاحتضانه قادة المكتب السياسي لحركة حماس، رغم الضغوط والاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها.
ودعا ملص الدول العربية إلى التحرك بما يتناسب مع خطورة الموقف، مشيدا بتقدير القوى الشعبية في الأردن والعالم العربي للموقف القطري الداعم للمقاومة الفلسطينية، ومعربا عن أمله في أن تواصل الدوحة سياستها في احتضان قوى المقاومة الفلسطينية، وإفساح المجال أمامها لمواصلة نشاطها السياسي من أراضيها.
من جهته، اعتبر شيخ قبيلة بني صخر طراد الفايز، أن ما جرى مع قطر "يستهدف الوطنية والعروبة والإسلام معا"، محذرا في حديثه للجزيرة نت من أن "السكوت على ذلك يعني تعريض كل دولة عربية لاحقا للاستهداف ذاته".
وأشار إلى أننا بشأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من قِبل المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- أمام رجل مجرم صنع المحرقة في غزة وما زال، وهو اليوم يتمرد على الأعراف الدولية باستهداف دولة عربية شقيقة استضافت وفدا مفاوضا بصفة إنسانية.
وشدد على أن "المطلوب من الأمة أن تكون يدا واحدة، وعلى القادة العرب أن يقفوا وقفة رجل واحد لمواجهة العدو الإسرائيلي"، لافتا إلى أن "التاريخ لا يرحم، والشعوب العربية لن تنسى من يقف اليوم في صفها أو يتخلى عنها".

مؤشر خطير
بدوره، دان النائب في البرلمان الأردني أحمد القطاونة العدوان الإسرائيلي على قطر، واصفا إياه بأنه "عمل إجرامي بشع ومتوقع من كيان اعتاد الاعتداء على الدول العربية والإقليم بصورة كاملة".
وقال القطاونة -للجزيرة نت- "الحرب انتقلت من غزة إلى المنطقة العربية، وهذا يستدعي مواجهة الكيان الصهيوني المجرم اللاإنساني بتكاتف عربي وقوة موحدة لمواجهة التجبر الصهيوني المدعوم من أميركا".
وأشار القطاونة إلى أن "الاحتلال لا يريد قوة في هذه المنطقة إلا قوته فقط دون غيرها، وكل من يقف مع المقاومة أو القضية الفلسطينية بات اليوم مستهدفا".
وأضاف "ما حصل في قطر مؤشر خطير جدا على هزالة الموقف العربي والإسلامي، فقطر دولة ذات سيادة وحدود، واليوم تُستباح كما تُستباح بقية الدول العربية، والاحتلال لا يجد من يقول له كفى".
وحول المطلوب عربيا وإسلاميا، قال النائب في البرلمان "المطلوب أن تعمل الدول العربية ضمن مخطط واحد، وأن تزول كل الخلافات، وأن يكون هناك رد صارم لا بيانات شجب فقط، فالاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، ونحن نطالب بتفعيل الدفاع العربي المشترك لمواجهة هذا الكيان الذي تمادى في المنطقة".
إعلان
يُذكر أن طيران الجيش الإسرائيلي قد أغار الثلاثاء الماضي على مقرات سكنية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة، وأسفر ذلك عن استشهاد 5 فلسطينيين وعنصر من الأمن الداخلي القطري، مما أثار تنديدا عربيا ودوليا واسعا.
0 تعليق