نيللي عادل
Published On 12/9/202512/9/2025
|آخر تحديث: 20:59 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:59 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
غالبا ما نسمع عبارة "ينام كالأطفال" في إشارة إلى النوم العميق والهادئ، لكن الحقيقة التي يعرفها معظم الآباء والأمهات هي أن نوم الأطفال ليس دائما بهذه السلاسة، خصوصا عند ابتعاد الأم عن طفلها.
فقلق الانفصال لا يقتصر على وقت النوم فقط، بل قد يظهر في أي لحظة خلال اليوم، خاصة في العامين الأولين من عمر الطفل؛ بدءا من غياب الأم عن نظره لثوان في الغرفة المجاورة، وصولا إلى ابتعادها لبضع دقائق في الحمام. وهو ما يترك أثرا واضحا على مشاعر الطفل ووالديه معا.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listلكن، تلجأ العديد من العائلات إلى وسائل بسيطة وفعالة للتخفيف من هذه الحالة، أبرزها ما يُعرف بالأدوات الانتقالية. ومن أمثلتها بطانيات الأمان "كومفورتر" (Baby Comforters)، التي تتيح للطفل نقل مشاعر التعلق من مقدم الرعاية إلى هذا الغرض المادي، مما يمنحه إحساسا بالطمأنينة والراحة في لحظات الانفصال.
قلق الانفصال عند الرضع
يعتبر قلق الانفصال عند الرضع ظاهرة طبيعية تماما، تظهر غالبا من خلال سلوكيات التعلق المفرط، والبكاء، إضافة إلى الخوف من الغرباء، وذلك عند ابتعاد الطفل عن أمه -وأحيانا عن أبيه- حتى لو كان الانفصال لفترة وجيزة.
ويمتد هذا القلق ليشمل أوقات الليل أيضا، حيث يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم بعيدا عن والديهم. وبحسب الخبراء، فإن هذه المرحلة تُعد جزءا طبيعيا من نمو الطفل النفسي والعاطفي، وتظهر عادة بين عمر 6 أشهر و3 سنوات.
الجانب الإيجابي أن هذه المرحلة مؤقتة، إذ يتمكّن معظم الأطفال من تجاوزها تدريجيا مع التقدم في العمر والنضج. غير أن مظاهرها في البدايات قد تكون شديدة، فقد يبدأ الأمر بانزعاج وبكاء عند انتقال أحد الوالدين إلى غرفة أخرى، بينما يتطور لاحقا لدى الأطفال الأكبر قليلا ليظهر عند مغادرة المنزل أو أثناء توصيلهم إلى الحضانة.
ويُعد هذا السلوك انعكاسا طبيعيا لإدراك الطفل المتزايد لاعتماده على والديه، ووعيه التدريجي بالعالم من حوله. لكن هذا الإدراك الجديد قد يجعله يشعر بعدم الأمان في المواقف غير المألوفة أو عند التعامل مع أشخاص غرباء، خاصة في غياب الأم. وهنا تبرز أهمية بطانية الأمان "كومفورتر" التي تساعد على تهدئة القلق وتقليل الاعتمادية، مانحة الطفل شعورا بالراحة والاطمئنان.

مزايا "بطانية الأمان"
تشير الأبحاث إلى أن لحاف الأمان "كومفورتر" قد يساعد في تخفيف قلق الانفصال لدى الأطفال، خاصة عند وقت النوم المستقل. وقد خلصت إحدى الدراسات التي أجرتها خبيرة الأطفال تيزي هول من منظمة "أنقذوا نومنا" إلى أن لحاف الأطفال يمكن استخدامه كوسيلة مساعدة رائعة لمساعدتهم على النوم المستقل.
الإحساس بالأمان والراحة
يؤكد علماء النفس أن استخدام بطانية الأمان "كومفورتر" له العديد من المزايا للأطفال في أعوامهم الأولى، فهي تُعد "جسما انتقاليا" يساعد الرضع والأطفال تحت سن 3 أعوام على تنظيم انفعالاتهم عندما يبتعدون عن أمهاتهم أو عن بيئتهم المألوفة.
إعلان
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن هذه الأشياء المألوفة واللينة، مثل البطانيات والدمى المحشوة والألعاب المحببة، قد تُقلّل القلق وتمنح إحساسا بالأمان للطفل وفقا لعمره، ما يجعل التدريب على الاستقلالية أكثر سلاسة.
حين يصبح العطر والملمس "إشارة أمان"
يعتمد الطفل كثيرا على الإشارات الحسية المألوفة لبدء النوم والعودة إليه بعد الاستيقاظ الليلي المتكرر. وبالتالي فإن وجود "كومفورتر" له رائحة الغرفة والبيت والأم وملمس مريح يكوّن بمثابة "رابط إيجابي للنوم" يساعده على الاسترخاء وتهدئة الاستثارة والقلق.
ووفقاً لمواقع طب الأطفال التابعة للأكاديمية الأميركية، فإن الأشياء الانتقالية، مثل غطاء الأمان أو الدمى المحشوة، تعمل لأنها ناعمة ومألوفة وتحمل رائحة الطفل/البيت/الأم، فتُطمئنه بأن "كل شيء على ما يُرام".
تقليل الإحساس بالقلق والتوتر في غياب الأم
إضافة لما سبق، فقد بيّنت دراسات عديدة أن ما يُسمى "بطانية الأمان" يحقق وظيفة مهدّئة ومُخفضة للقلق والإحساس بالتوتر لدى الرضع والأطفال، وأن الصغار المتعلقين بها يلجؤون إليها أكثر في المواقف المثيرة للتوتر أو الخوف.
ورغم أن الأم تبقى عامل التهدئة الأقوى بشكل استثنائي لدى الغالبية العظمى من الأطفال، فإن الكومفورتر يوفر بديلا مساعدا في غيابها أو أثناء النوم.

معايير أساسية عند استخدام "بطانية الأمان"
تتوفر في السوق أنواع مختلفة من لحاف الأمان "كومفورتر" المخصص للأطفال. وتُعد أفضلها هي بطانيات الموسلين العضوي المصنوعة من القطن، الذي يسهل على أيادي الأطفال الإمساك به واحتضانه. كما تحظى بطانيات الألعاب المحشوة بشعبية كبيرة مؤخرا، وخاصة تلك المصنوعة من الأقمشة الناعمة الزغبية والقابلة للغسل.
ومع أنه لا بأس باستخدام لحاف الأطفال الصغار لمساعدتهم على النعاس، من المهم اختيار لحاف آمن لا يسبب الاختناق أو يلتف بسهولة على الطفل. وبمجرد أن يناموا، يُنصح بإزالته من مكان نوم الأطفال. كذلك يُنصح بعدم ترك الأطفال دون سن 6 أشهر مع لعبة أو لحاف دون إشراف مستمر لتجنب مخاطر الاختناق والموت.
متى يمكن منح الطفل وسيلة أمان بديلة؟
كما هو الحال مع جميع أمور الأمومة، فإن الاتساق والروتين أمران أساسيان؛ فكلما زاد تَعرض الطفل للأداة أثناء النوم، زاد احتمال ربطها لديه بالنوم فعلا وساعدت في استقلاليته.
يُنصح بإدخال غطاء الأمان قبل بلوغ الطفل 10 أشهر، لأنه بعد ذلك سيجد على الأرجح مصدرا آخر لتهدئة نفسه، وقد يصعب استبداله.
ويمكن إدخاله كجزء من روتين القيلولة أو النوم ليلا. وعندما يكبر طفلك، سيختار على الأرجح غطاءه بنفسه. ومن الشائع جدا أن يعود قلق الانفصال إلى الظهور في عمر 18 شهرا تقريبا، تزامنا مع نوبات انتكاسات النوم التي يعانيها الطفل في سنواته الأولى، وبالتالي قد يحتاج لإعادة تدريب من جديد.
0 تعليق