العنف السياسي الذي تخشاه أميركا بعد القبض على قاتل تشارلي كيرك - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محمد المنشاوي

Published On 12/9/202512/9/2025

|

آخر تحديث: 21:43 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:43 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

واشنطن- بعد الكشف عن هوية المتهم باغتيال الناشط الجمهوري تشارلي كيرك، وهو الشاب تايلور روبنسون ذو الـ22 ربيعا، ارتفع خوف الأميركيين من المجهول القادم المرتبط بكيفية التصرف مع "الإرهاب الأميركي المحلي".

ويهدد اغتيال الناشط المحافظ كيرك بإغراق أميركا -التي تعاني انقساما شديدا- في دورة من العنف السياسي المتصاعد، خاصة مع متابعة التصريحات العلنية من كبار السياسيين والمؤثرين الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب.

وتُظهر السجلات العامة أن المشتبه به في اغتيال الناشط المحافظ والمؤثر كيرك كان مسجلا سابقا ناخبا مستقلا، لا يدعم أحد الحزبين في ولاية يوتا، رغم أن والديه مسجلان على أنهما جمهوريان.

ناشط ومؤثر

وبسبب شعبيته الطاغية رغم صغر سنه، إذ لم يتجاوز الـ32 من عمره، حظي اغتيال كيرك اهتماما غير عادي حتى بالمعايير الأميركية، فقد كان ناشطا جمهوريا مسيحيا إنجيليا، محافظا للغاية ودافع عن قيم الإيمان والأسرة والوطنية، وكانت لديه آراء مثيرة للانقسام حول العرق، والنساء في مكان العمل، وامتلاك السلاح الناري، وزواج الشواذ.

ولعب كيرك دورا كبيرا في حركة "ماغا" (لنجعل أميركا عظيمة مجددا)، ويعتبر تواصله مع الناخبين الشباب سببا رئيسيا وراء فوز دونالد ترامب بنسبة 56% من الناخبين الشباب الذكور في انتخابات 2024.

ويتابعه على منصات التواصل الاجتماعي أكثر من 23 مليون شخص، منهم أكثر من 7.3 ملايين متابع على "تيك توك"، و7 ملايين على إنستغرام، و5 ملايين على منصة إكس، و3.5 ملايين مشترك في قناته على موقع يوتيوب.

Turning Point USA Founder Charlie Kirk arrives to speak before Republican presidential nominee former President Donald Trump during a campaign rally at Thomas & Mack Center, Thursday, Oct. 24, 2024, in Las Vegas. (AP Photo/Alex Brandon)
كيرك حظي بشعبية واسعة في الأوساط الأميركية بسبب نشاطه وآرائه رغم صغر سنه (أسوشيتد برس)

عنف سياسي مستمر

تعد حادثة اغتيال كيرك الأحدث في سلسلة أعمال العنف السياسي التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا، إذ أُطلق النار عليه خلال مشاركته في نقاش طلابي مفتوح بجامعة "يوتا فالي" في ولاية يوتا المحافظة.

إعلان

وتشير تقارير إلى أن حوادث الاغتيالات تحدث بشكل متكرر في البلدان ذات "الاستقطاب والتشرذم الشديد، والتي تفتقر إلى الروح السياسية التوافقية"، وهو الوصف الذي ينطبق على هذه اللحظة الأميركية، إذ باتت السياسة الأميركية اليوم خطيرة، ليس فقط لأنها مستقطبة، ولكن أيضا لأنها منقسمة بشكل كامل.

فلا يوجد حزب أو جانب سياسي قادر على الفوز بميزة سياسية دائمة، مما ينتج عنه حالة من الذهاب والإياب المستمر، في الوقت ذاته، يعتقد الحزبيون من كلا الجانبين أن مخاطر كل انتخابات تعتبر وجودية لأسلوب حياتهم وربما حتى لحياتهم الفعلية.

وخلال السنوات والأشهر القليلة الماضية، عرفت أميركيا أنماطا جديدة من العنف السياسي، فعلى سبيل المثال:

في أكتوبر/تشرين الأول 2020، تم القبض على 3 متآمرين لاختطاف غريتشن ويتمر، حاكمة ولاية ميشيغان الديمقراطية. وفي حادثة غير مسبوقة، اقتحم الآلاف من مناصري الرئيس ترامب مبنى الكابيتول بداية يناير/كانون الثاني 2021، وقتل في الحادثة 6 أشخاص وجرح المئات. وفي اليوم ذاته، عثر على أنابيب ملغمة بمتفجرات خارج مقر اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ومثيلتها للحزب الجمهوري، كما وقعت حادثة اقتحام ومحاولة اختطاف لنانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، والاعتداء على زوجها بول بيلوسي. وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، تم اغتيال برايان طومسون المدير العام لشركة يونايتد للتأمين الصحي، على يد الشاب لويجي مانجيوني في قلب مدينة نيويورك. وقبيل انتخابه رئيسا، وقعت محاولتان لاغتيال ترامب أواخر 2024، وكادت الأولى منهما أن تودي بحياته. وفي يونيو/حزيران الماضي، تم اغتيال رئيسة مجلس النواب في ولاية مينيسوتا ميليسا هورتمان وزوجها، كما وقعت حادثة إطلاق النار على جون هوفمان، عضو مجلس الشيوخ بالولاية.

ومع خشية نقل العدوى السياسية، واستهداف شخصيات يسارية منافسة لليميني كيرك، يتساءل الأميركيون: كيف نعود بالمجتمع إلى القدرة على المشاركة دون خوف من العنف؟

من يشجع العنف؟

عقب كل حادثة عنف سياسي، يزداد القلق من انتشار العنف والاغتيالات، خاصة مع ما منحه الدستور للأميركيين من حق في امتلاك السلاح الناري، سواء للدفاع عن النفس، أو لمواجهة خطر استبداد الحكومة، وحتى اليوم، لا يوجد في أميركا جدل جاد حول حق شراء الأسلحة، بل بضوابطها وطبيعتها.

ويمتلك الأميركيون أسلحة نارية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، إذ يملكون ثلثها، أو ما يعادل قرابة 400 مليون قطعة سلاح ناري، ويدفع امتلاك ملايين الأميركيين بنادق آلية ونصف آلية لعدم استبعاد وقوع أعمال عنف ذات طبيعة سياسية مرارا وتكرارا، خاصة مع إيمان كثير منهم بأن هناك من يحرك الأحداث بعيدا عن صناديق الاقتراع ورغبات الأميركيين.

وفي الوقت ذاته، ارتفعت حدة الاستقطاب في خطاب الحزبين الرئيسيين، ويقول كل حزب إن خسارة الانتخابات القادمة تعني نهاية أميركا، كما يصور كل حزب المعارضة السياسية على أنها ليست فقط مخطئة، بل على أنها "تحاول عمدا تدمير البلاد وتمزيق الدستور وتأسيس الحكم الفاشي".

يأتي ذلك في وقت تشير فيه تقارير حديثة لأجهزة الاستخبارات الأميركية لتوقعات باندلاع أعمال عنف مستقبلية غير محددة يرتكبها متطرفون محليون، وتخلص تلك التقارير إلى أن المتطرفين ذوي الدوافع العنصرية والإثنية والسياسية -مثل العنصريين البيض وأولئك المرتبطين بالمليشيات العنيفة اليسارية- يعتبرون أكثر التهديدات خطورة على الداخل الأميركي.

(COMBO) This combination of image released by the Federal Bureau of Investigation (FBI) on September 11, 2025 and created on September 11, 2025 shows photos of a person of interest in the investigation into the fatal shooting of Charlie Kirk that occurred on September 10, 2025, at Utah Valley University in Orem, Utah.
صورة المشتبه به التي نشرها مكتب التحقيقات الفدرالي بعد حاثة الاغتيال (الفرنسية)

اتهام اليسار

وفور انتشار خبر مقتل تشارلي كيرك، ألقى كثير من قيادات الجمهورين -خاصة المحسوبين على التيار اليمني بالحزب- باللوم على الخطاب اليساري والليبراليين كونهم ملهمين لهذا الاغتيال.

إعلان

وفي خطابه عن اغتيال كيرك، دان ترامب التطرف والعنف، غير أنه ألقى باللوم على "اليسار"، متعهدا "بالعثور على كل واحد من أولئك الذين ساهموا في هذه الفظائع، وفي أعمال العنف السياسي الأخرى، بما في ذلك أولئك الذين يمولونها"، كما كتب الملياردير إيلون ماسك -على منصة إكس- أن "اليسار هو حزب القتل".

وغرد المعلق المحافظ كريس روفو بالقول: "في المرة الأخيرة التي دبر فيها اليسار الراديكالي موجة من العنف والإرهاب، أغلق جيه إدغار هوفر (رئيس إف بي آي السابق في ستينيات القرن الماضي) كل شيء في غضون بضع سنوات، لقد حان الوقت لاعتقال وسجن جميع المسؤولين عن هذه الفوضى في حدود القانون".

في الوقت ذاته، حذرت الكاتبة أدريان لافرانس -على صفحات مجلة "أتلانتيك"- من أنه بات "ينظر إلى العنف السياسي على أنه أكثر قبولا اليوم مما كان عليه قبل 5 سنوات، فقد تسارعت وتيرة الحوادث البارزة منذ إطلاق النار على ترامب في يوليو/تموز الماضي" وما تلاها من أحداث، وأضافت "كلها توضح أن الأميركيين يعيشون في حقبة جديدة خطيرة".

0 تعليق