تتجه أنظار المجتمع الدولي في 25 من أيلول الحالي إلى نيويورك، حيث يقود الأردن بالتعاون مع السويد مؤتمراً دولياً حاسماً لحشد الدعم المالي والسياسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في وقت تواجه فيه الوكالة أزمة وجودية تهدد بتصفية دورها التاريخي كشاهد على قضية اللجوء الفلسطيني.
وفي حديث لبرنامج "أخبار السابعة" على قناة رؤيا، أوضح مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية، المهندس رفيق خرفان، أن المؤتمر يهدف إلى سد الفجوة التمويلية الكبيرة التي تعاني منها الوكالة، خاصة بعد توقف الدعم الأمريكي الذي كان يشكل جزءاً كبيراً من ميزانيتها المقدرة بـ 850 مليون دولار.
أزمة خانقة ودور أردني محوري
أكد خرفان أن المؤتمر، الذي سيشهد مشاركة نحو 60 دولة ومنظمة دولية، يأتي في وقت حرج تمر به "الأونروا" بسبب أزمة مالية خانقة.
وقال: "نعول على هذا المؤتمر بشكل كبير، فهو مهم جداً لإنقاذ الوكالة، والمؤتمرات السابقة التي قادها الأردن على مدى السنوات السبع الماضية حصدت نجاحات مهمة للأونروا".
وشدد على الدور المحوري لجلالة الملك عبدالله الثاني في حماية الوكالة في جميع المحافل الدولية، قائلاً: "الجميع يعلم دور جلالة الملك، ولا يخلو حديث له إلا ويدعم فيه الأونروا".
وعلى المستوى المحلي، يواصل الأردن دعمه الملموس للوكالة عبر تبرعات سنوية بالكتب المدرسية بقيمة 5 ملايين دينار، بالإضافة إلى توفير الأراضي لمرافقها.
"الأونروا" في الأردن.. أرقام تعكس الأهمية
يعكس حجم عمليات "الأونروا" في الأردن أهميتها الاستراتيجية للمملكة، حيث تخدم نحو مليونين ونصف المليون لاجئ فلسطيني، وتدير 161 مدرسة لأكثر من 107 آلاف طالب، و25 مركزاً صحياً يستقبل أكثر من مليون مراجع سنوياً.
كما تشغل الوكالة ما يزيد عن 6 آلاف موظف، مما يساهم في دعم آلاف الأسر الأردنية وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
معركة سياسية وليست مالية فقط
واعتبر خرفان أن الأزمة التي تواجهها الوكالة "سياسية بامتياز"، وأن تراجع الدعم الدولي هو بمثابة "عقاب للاجئين".
وأوضح أن "الاحتلال، منذ نشأة الأونروا، يعمل على إنهائها لأنها الشاهد الحي على اللجوء الفلسطيني، والضامن للحق الفلسطيني في العودة والتعويض".
ورغم تراجع مساهمات بعض الدول لأسباب سياسية واقتصادية في السنوات الأخيرة، أعرب خرفان عن تفاؤله بأن المؤتمر القادم سيحقق نتائج إيجابية بفضل الجهود الدؤوبة التي يبذلها جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية.
0 تعليق