Published On 13/9/202513/9/2025
|آخر تحديث: 13:26 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:26 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
نقل تقرير نشرته واشنطن بوست عن محللين أن الغارة الإسرائيلية على قطر الأسبوع الماضي أجبرت دول الخليج العربي على مواجهة حقيقة ضعف الحماية التي يوفرها لها حليفها الأميركي، ودفَعتها إلى البحث عن ردود قد تردع أي هجمات مستقبلية.
وأورد التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة كريم فهيم أن إقدام إسرائيل على تنفيذ الهجوم أثار موجة غضب وشعورا حادا بانعدام الأمن في الخليج.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوأشار إلى أن الدول المجاورة قد تستنتج أن قطر، التي تربطها علاقات وثيقة ومصالح مع الولايات المتحدة، قد تعرضت هي نفسها للهجوم، وأنها معرضة للخطر أيضا.
قلقون
ونسب التقرير إلى الزميل البارز في "المجلس الأطلسي" إبراهيم الأصيل قوله "إنهم بالتأكيد قلقون. يشعرون أنهم أقل أمنا وحماية مما كانوا عليه من قبل".
وقال فهيم إن الهجوم، الذي لم يواجه فيما يبدو أي اعتراض من الدفاعات الأميركية، كان الثاني الذي يهز الخليج في أقل من ثلاثة أشهر، وذلك بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على قطر في يونيو/حزيران الماضي.
وأشار إلى أن الهجمات التي أثارت قلق الخليج في السنوات الأخيرة كانت تأتي غالبا من إيران أو من الحوثيين في اليمن، لكن الهجوم على الدوحة جاء من إسرائيل، الحليف الوثيق لواشنطن، مما تخطى "خطا أحمر".
وذكر أن الولايات المتحدة تبدو غير راغبة أو غير قادرة على كبح إسرائيل، حتى عندما تهدد أو تهاجم حلفاء آخرين لأميركا.
شريك غير موثوق
ونقل التقرير عن حسن الحسن الزميل البارز للسياسات الشرق أوسطية في "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية"، القول إن العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل جعلت هذه الضربة مختلفة نوعيا عن الحالات السابقة، "إنها تعزز الشعور السائد بأن أميركا شريك أمني غير موثوق".
وأضاف الحسن أن واشنطن، باستثناء بعض التعبير عن الاستياء من إسرائيل، امتنعت عن فرض إجراءات عقابية يمكن أن توقف "العدوان العسكري الجامح وغير المنضبط لإسرائيل في المنطقة".
إعلان
وأشار إلى أن استضافة قطر قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تجعلها بالضرورة أكثر عرضة للهجوم من غيرها. فدول خليجية أخرى تبنّت مواقف تعارضها إسرائيل.
فالسعودية دفعت باتجاه إقامة دولة فلسطينية. ولعبت عُمان دور الوسيط بين الحوثيين والغرب. ورغم اتفاقية السلام مع إسرائيل، فإن الإمارات أعلنت أن ضم الضفة الغربية سيكون "خطا أحمر".
لا يحتاج لذريعة
وبحسب الحسن، لا يُستبعد أن تؤدي هذه المواقف إلى تحرك عسكري إسرائيلي، مضيفا "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يحتاج إلى ذريعة".
وعاد الكاتب ليقول إن ثقة الخليج في الولايات المتحدة كانت تتآكل منذ سنوات، في ظل إدارات جمهورية وديمقراطية على حد سواء.
فقد كان يُنظر إلى واشنطن -مع ما بدا أنه "تحول إستراتيجي" أميركي بعيدا عن الشرق الأوسط باتجاه آسيا- بأنها تتجاهل المخاوف الأمنية العاجلة، بما في ذلك التهديد الإيراني. كما أن تراجع اعتماد أميركا على نفط وغاز الشرق الأوسط جعل المنطقة أقل أولوية.
ورجّح الأصيل، وفقا للتقرير، أن تدفع الأحداث دول الخليج لمطالبة واشنطن بضمانات أمنية أوضح، إلى جانب تعزيز التنسيق الإقليمي، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية فيما بينها ومع حكومات أجنبية.
وقال "هذه منطقة صغيرة. أي هجوم على قطر أو غيرها من دول المنطقة من شأنه أن يجر الجيران بسهولة، مسببا أضرارا لاقتصاداتها وصورتها كواحات استقرار في منطقة مضطربة".
إبراهيم الأصيل: المأساة أن دول الخليج لا تملك بديلا جيدا لضمان دفاعها وأمنها
تقويض افتراضات سابقة
وتوقع الأصيل أن تدفع هذه الهشاشة دول الخليج لفهم حدود الضمانات الأميركية، "هذا سيدفعها إلى التغيير".
أما الحسن فأوضح أن دول الخليج اعتقدت أن لها علاقات خاصة مع ترامب، مستندة إلى قدرتها على تقديم صفقات تجارية له، وكان الأمل أن يؤثر ذلك في رؤيته وسياساته. لكن الهجوم على قطر قوّض تلك الافتراضات.
وقال "المأساة أن دول الخليج لا تملك بديلا جيدا لضمان دفاعها وأمنها. الصين وروسيا لا تُعتبران بديلين موثوقين، والمبادرات الدفاعية المحلية لا تزال قيد التطوير".
وختم الحسن قائلا إن الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة متجذر بعمق، ومن الصعب الفكاك منه.
0 تعليق