عاجل

وائل الدحدوح: خروجي من غزة كان كتجرع السم وصوت غزة لن ينقطع - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 13/9/202513/9/2025

|

آخر تحديث: 16:11 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:11 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

في حديث مؤثر لقناة "سي إن إن"، استعاد مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح تفاصيل تجربته في تغطية الحرب، مشيرا إلى أن مغادرته القطاع بعد فقدان عدد من أفراد عائلته كانت أشبه "بتجرع السم"، لكنه أكد أن صوت غزة سيبقى حاضرا رغم كل محاولات إسكاته.

وجاء حديث الدحدوح ضمن مقابلة أجرتها معه المذيعة كريستيان أمانبور في برنامجها الحواري، حيث توقف عند مشاهد الألم التي عاشها في غزة، من استهدافه خلال عمله وإصابته بجراح، إلى تشييع عائلته التي قُتلت في غارة إسرائيلية.

وأوضح أن إصراره على الاستمرار في التغطية رغم الخسائر نابع من إيمانه العميق برسالة الصحافة ودورها الإنساني، قائلا إن الصحفيين في غزة "يقفون في وجه محاولات عزل القطاع عن العالم"، وإن مهمتهم تتجاوز الفرد، لتصبح واجبا تجاه الضحايا والإنسانية جمعاء.

وتحدث عن إصابته في غارة إسرائيلية بخان يونس رغم التنسيق المسبق مع قوات الاحتلال عبر الصليب الأحمر، حيث استُهدف برفقة طاقم إسعاف فلسطيني، فاستشهد 3 مسعفين، وأُصيب زميله المصور سامر أبو دقة الذي تُرك ينزف حتى الموت.

وأشار إلى أنه فقد السمع مؤقتا وأُصيب بجراح بالغة، لكنه واصل الزحف لمسافة طويلة بحثا عن سيارة إسعاف، مؤكدا أن تلك اللحظات جعلته يدرك أن عمله "رسالة لا يمكن التراجع عنها مهما كان الثمن".

القرار الأصعب

وعن قراره مغادرة غزة مطلع عام 2024 بعد استشهاد نجله حمزة، وصف اللحظة بأنها الأصعب في حياته، معتبرا أنها لم تكن أقل ألما من دفن عائلته، وقال إنه شعر حينها وكأن "العالم توقف من حوله وكان عليه أن يشرب السم"، لكنه أذعن في النهاية لضغوط أسرته وحاجته وبناته للعلاج.

ورغم خروجه القسري، أكد الدحدوح أن غزة ستظل حاضرة في عمله، معبرا عن أمله في العودة يوما ما لمواصلة الرسالة من قلب الميدان، مشددا على أن "الصوت لا يزال موجودا والصورة لا تزال تتدفق رغم كل محاولات العزل".

إعلان

وردّ على اتهامات إسرائيلية تستهدف الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدا أن ما يجري "قتل متعمد ومنهجي" يستهدف مجموعات من الإعلاميين، مشيرا إلى استشهاد العشرات، بينهم زملاؤه أنس الشريف ومحمد قريقع، وإلى قصف مواقع معروفة بوجود الصحفيين فيها.

وتابع أن الاحتلال لم يكتفِ بقتل الصحفيين، بل منع دخول الإعلام الدولي لغزة لاحتكار الرواية، كما لجأ -حسب ما نقله عن تقارير إسرائيلية- إلى إنشاء وحدات استخباراتية متخصصة برصد أسماء الصحفيين تمهيدا لاستهدافهم وتشويه سمعتهم عبر اتهامات بلا دليل.

وفي معرض رده على سؤال بشأن حركة حماس وضغوطها المحتملة على الإعلاميين، أوضح أن مقارنتها بجرائم الاحتلال غير منصفة، قائلا إن الصحفيين في غزة يحاولون أداء عملهم بأقصى درجات المهنية رغم ظروف الاحتلال والحصار، وإن الاختلاف مع حماس لا يبرر استباحة دم الصحفيين الفلسطينيين.

بلا خيارات

وأشار إلى أن واقع الصحفيين في القطاع يتركهم بلا خيارات، فالمستشفيات نفسها تتعرض للاستهداف، والجرحى محرومون من العلاج خارج غزة، لكن عزاء الإعلاميين -كما قال- أن صوت غزة ما زال يصل إلى العالم رغم الثمن الباهظ.

ووجّه الدحدوح رسالة إلى المؤسسات الإعلامية والحكومات والمنظمات الحقوقية بضرورة التحرك لحماية الصحفيين في غزة وإنقاذ ما تبقى من قِيم الإنسانية، مؤكدا أن استمرار التغطية هناك هو الدليل الأكبر على أن الصحافة لا تزال قادرة على فضح المأساة.

ويُعد وائل الدحدوح أحد أبرز وجوه الجزيرة في غزة منذ انضمامه إلى الشبكة عام 2004، إذ اشتهر بقدرته على نقل المشهد من قلب الميدان في أشد لحظات العدوان الإسرائيلي، وارتبط اسمه بصمود الصحافة الفلسطينية في مواجهة آلة الحرب.

وقد قتلت إسرائيل زوجة الدحدوح وابنه وابنته وحفيده الرضيع، في غارة جوية جنوب غزة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم إعلان قوات الاحتلال قبل الهجوم أن المنطقة آمنة.

وفي السابع من يناير/كانون الثاني 2024، فُجع الدحدوح باستشهاد نجله الأكبر الصحفي حمزة، مع زميله مصطفى ثريا، عندما استهدف الاحتلال سيارتهما في غزة.

وخلال أكثر من 100 يوم من الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ظل الدحدوح حاضرا على شاشة الجزيرة على مدار الساعة مغطيا تطورات الحرب، خصوصا في جانبها الإنساني ومعاناة سكان القطاع.

0 تعليق