الولايات المتحدة – صرحت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكية السابقة، أنها قلقة على مصير الديمقراطية في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة “يديعوت احرنوت”، ألقت شيرمان التي شغلت منصب النائب الأول لوزير الخارجية أنتوني بلينكن في إدارة بايدن وتعد من أبرز الدبلوماسيات الأمريكيات، باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفت فترة ما بعد 7 أكتوبر بأنها “وقت وحشي للغاية”، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة في الدوحة وغزة “تبعد السلام أكثر”.
وردا على اتهامات من داخل إدارة بايدن بأن نتنياهو “عرقل الصفقات وأطال أمد الحرب”، قالت شيرمان: “للأسف، لست مندهشة”. وعلقت: “أعتقد أنه يستمتع كثيرا بالسلطة التي يمتلكها، ويقنع نفسه بأنه يفعل الصواب”. وأعربت عن أملها في أن يتحرك الأمر “في اتجاه آخر”، في إشارة إلى المظاهرات الواسعة المطالبة بإرجاع الرهائن.
وعند سؤالها عن حالة الديمقراطية الأمريكية، أجابت شيرمان: “هذه هي الفترة الأكثر تحديًا في حياتي بلا شك”. وأضافت: “لا يمكن التقليل من مخاطر الواقع الحالي. المؤسسات التي من المفترض أن تحمي الديمقراطية لا تستسلم فحسب، بل هي تنهار”.
واستشهدت باقتباس مفضل لدى موسوليني لتوضيح فكرتها: “الأمر يشبه نتف دجاجة.. تنتف ريشة واحدة في كل مرة، والناس لا يلاحظون، حتى يصبح الطائر عاريا تماما في الصباح. علينا جميعا أن ننتبه الآن إلى كل ريشة تنتف”.
وعن القضية الفلسطينية، التي وصفتها بأنها “موضوع مركزي شخصيا” لها، قالت شيرمان إن “الحل القائم على دولتين الذي نؤمن به قد ابتعد”. وأعربت عن أسفها لضياع فرصة تحقيق هذا الحل في عهد الرئيس كلينتون، معتبرة أن “تلك اللحظة ضاعت ولم تتم استعادتها”.
ولم تتردد شيرمان في توجيه انتقاد مباشر لنتنياهو، قائلة: “هذه ليست وجهة نظر رئيس الوزراء بالتأكيد، وأنا قلقة جدا”. وسلطت الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة، قائلة: “الناس جائعون ومشردون، والرهائن لم يعودوا، ولا يوجد وقف لإطلاق النار أو سلام في الأفق”.
عند تقييم أداء إدارة بايدن بعد 7 أكتوبر، أكدت شيرمان على دعم واشنطن لحق إسرائيل في اتخاذ قراراتها، لكنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة “كان بإمكانها ممارسة ضغط أكبر”. وانتقدت بقاء غزة “لشهور دون مساعدة إنسانية”.
وتطرقت شيرمان إلى مسيرتها الحافلة، بما في ذلك دورها المحوري في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني عام 2015. وأكدت أن التعاون الاستخباري مع إسرائيل كان “هائلاً” وأن إسرائيل كانت على علم بكل خطوة، على الرغم من معارضة نتنياهو العلنية للاتفاق.
وحول الوضع النووي الإيراني الحالي، أعربت عن اعتقادها أن انسحاب ترامب من الاتفاقية كان خطأ، وقالت: “إسرائيل تعتقد أنها يمكن أن تقص العشب مرة تلو الأخرى، ولكن بأي ثمن؟”.
وفي شق آخر، ناقشت شيرمان معاداة السامية في حرم الجامعات الأمريكية، ولا سيما في هارفارد حيث تعمل الآن. واعترفت بوجود المشكلة، لكنها قالت إن هناك “إرهابا إسلاميا أكثر”. وانتقدت أداء رؤساء الجامعات في جلسات الاستماع بالكونغرس، واصفة إجاباتهم بأنها “قانونية” وليست “إنسانية”.
واختتمت شيرمان المقابلة بتحليلها لصعود الشعبوية والتهديدات التي تواجه الديمقراطية، معتبرة أن العولمة خلقت “أزمة هوية” استغلها القادة الشعبويون. وعلى الرغم من التحديات، أعربت عن أملها في رؤية امرأة تتولى الرئاسة الأمريكية قبل أن “تغادر العالم”، مصرّة على أن “المثابرة هي أهم شيء”.
المصدر: يديعوت أحرنوت
0 تعليق