عشية قمة الدوحة.. ما سيناريوهات العالم العربي والإسلامي في الرد على العدوان الإسرائيلي ؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يمنح حجم العدوان والتفويض الشعبي للقادة المجتمعين سقفاً عالياً لاتخاذ قرارات حاسمة تتجاوز بيانات الإدانة التقليدية

على بعد ساعات من انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة، وعلى بعد أميال قليلة من مكان العدوان على قطر، تتجه أنظار الشعوب العربية والإسلامية إلى الدوحة، متسائلة عما إذا كانت هذه القمة ستختلف عن سابقاتها، خاصة بعد أن امتزج الدم القطري بالدم الفلسطيني في عدوان غادر كسر كل قواعد الاشتباك. فهل تكون القمة، الاستثنائية في توقيتها ودافعها، استثنائية أيضاً في نتائجها وقراراتها؟

قمة استثنائائية.. لأن الخطر أصبح شاملاً

تكتسب قمة الدوحة أهميتها من كونها لا تنعقد فقط بسبب حرب الإبادة المستمرة في غزة، بل لأن الهجوم الذي استهدف الدوحة الأسبوع الماضي نقل الخطر من حدود فلسطين ليجعله سقفاً يهدد كلو العواصم العربية الإسلامية دون استثناء.

هذا الشعور بأن الخطر أصبح مشتركاً ومباشراً، يجعل من البحث عن وسائل ردع حقيقية الهدف الأول والمنتظر من القمة.

على الطاولة: خيارات الرد المتاحة

يمنح حجم العدوان والتفويض الشعبي للقادة المجتمعين سقفاً عالياً لاتخاذ قرارات حاسمة تتجاوز بيانات الإدانة التقليدية.

ومن أبرز الخيارات المطروحة على طاولة القمة:

وقف التطبيع وسحب السفراء: خطوة مؤثرة ومؤلمة للاحتلال الذي بنى استراتيجيته على توسيع دائرة التطبيع، ورغم أنها تخص عدداً محدوداً من الدول، إلا أن تأثيرها الرمزي والسياسي سيكون كبيراً.


المقاطعة الاقتصادية الشاملة: وتشمل قطع العلاقات التجارية والثقافية، ومقاطعة الشركات التي تتعامل مع الاحتلال. ويمكن أن يتطور هذا الخيار إلى حصار اقتصادي يشمل إغلاق الممرات المائية أمام السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال.

تفعيل الدفاع العربي والإسلامي المشترك: تعزيز التعاون الأمني والاستخباري لحماية الأجواء العربية والإسلامية التي أصبحت مسرحاً لانتهاكات الاحتلال، من دول الطوق إلى اليمن وإيران وتونس، وصولاً إلى قطر.

الضغط على حلفاء الاحتلال: البحث عن وسائل ضغط جديدة ومؤثرة على حلفاء كيان الاحتلال، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي تُعتبر شريكاً أساسياً في العدوان.

تفويض الوساطة القطرية والمصرية: منح تفويض سياسي قوي لقطر ومصر لمواصلة جهودهما في رعاية المفاوضات، مع التأكيد على أن استهداف الوسيط هو اعتداء مباشر على جهود السلام.

ماذا يريد الشارع العربي والإسلامي؟

بعيداً عن الحسابات السياسية، يتطلع الشارع العربي والإسلامي إلى قرارات عملية وملموسة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة.

وتتركز المطالب الشعبية، كما تعكسها وسائل التواصل الاجتماعي، على:

فتح معبر رفح بشكل فوري ودائم.

إدخال المساعدات الإنسانية تحت حماية عسكرية عربية وإسلامية.

تحديد مسار واضح وملزم لإعادة إعمار غزة.

طموح الشارع وحسابات القادة

رغم تعدد الخيارات، تبدو المواجهة العسكرية المباشرة هي الخيار الأبعد في نظر المراقبين. ويبقى الصوت الدبلوماسي و"سوط الاقتصاد" هما السلاحان الأبرز اللذان يمكن لقمة الدوحة أن ترفعهما في وجه عدوان لم يعد يعترف بسيادة أو قانون. السؤال الآن: هل تنجح القمة في إنتاج هذا "الرادع" المنتظر، أم ستبقى قراراتها بعيدة عن قمة التوقعات؟

0 تعليق