برلين - أ ف ب: أثناء عرض أحد منتجات شركتها الذي يحمل علامة "صُنع في ألمانيا"، تعترف سيغريد كلينك بأنّ الحفاظ على الإنتاج المحلي قد يصبح أكثر صعوبة، وذلك بشكل جزئي بسبب الرسوم الجمركية الأميركية.
وقالت كلينك مديرة شركة "روميلسباخر" الصغيرة، أثناء مشاركتها في معرض IFA للإلكترونيات الاستهلاكية في برلين، إنّ الاستمرار في تصنيع السلع الألمانية "يصبح أقل بساطة مع الوقت".
بالنسبة إلى روميلسباخر التي تتراوح منتجاتها من غلايات المياه إلى ماكينات القهوة، تكمن المشكلة بشكل خاص في الرسوم الجمركية بنسبة 50% التي تفرضها الولايات المتحدة على وارداتها من الصلب والألومنيوم.
وقالت كلينك لوكالة فرانس برس، "الآن بات علينا أن نحدّد كمية الصلب التي تحتويها منتجاتنا"، مضيفة أنّ "هذا الأمر شغلنا كثيرا في الأيام الماضية".
يواجه أكبر اقتصاد في أوروبا ضغوطا كبيرة جراء الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ أظهرت بيانات رسمية صدرت أمس، أنّ الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة انخفضت في تموز إلى أدنى مستوى لها منذ حوالى أربع سنوات.
وبدا القلق ملموسا في معرض IFA هذه السنة، حيث حذر اتحاد الصناعات الإلكترونية والرقمية الألماني ZVEI من أنّ صادرات الإلكترونيات الألمانية إلى الولايات المتحدة التي تعدّ ثاني أكبر سوق للقطاع، قد تنخفض بنسبة 20%.
ورغم أنّ الاتحاد الأوروبي وترامب توصلا إلى اتفاق في تموز يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم السلع من الاتحاد، إلا أنّ حالة من عدم اليقين لا تزال قائمة.
وتشتكي الشركات الألمانية من أنّ قائمة المنتجات التي تواجه رسوما جمركية إضافية تستمر في الاتساع.
ولا يقتصر الأمر على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، إذ إنّ شركات الأجهزة المنزلية العملاقة مثل ميلي (Miele) تشعر بالقلق أيضا.
وقال المدير التنفيذي للشركة ماركوس ميلي لفرانس برس، "عندما لا يعرف المستهلكون ماذا سيحدث غدا، فهذا هو الوضع الأسوأ... والأمر نفسه ينطبق على الشركات".
وأوضح أنّ مجموعته اضطرّت إلى رفع الأسعار نتيجة للرسوم.
وأضاف أنّ ما يزيد من مشاكل الشركة هو استمرار ضعف الطلب في العديد من البلدان، مشيرا على وجه الخصوص إلى السوق المحلية حيث يتردّد المستهلكون في الإنفاق، حتى بعد تراجع مستويات التضخم مؤخرا.
وقال إنّ الوضع الاقتصادي أفضل في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنّ شركة ميلي فتحت أول موقع إنتاج لها هناك قبل عودة ترامب الذي يسعى من خلال رسومه الجمركية إلى إنعاش قطاع التصنيع في بلاده.
من جانبها، اضطرّت شركة "فاكير" Fakir لصناعة المكانس الكهربائية إلى التوقف عن الإنتاج في ألمانيا منذ عام ونصف العام.
وقال موظف في الشركة أثناء مشاركته في المعرض، مشترطا عدم الكشف عن هويته، "كان الاستمرار مستحيلا، التكاليف عالية جدا".
على النقيض من الشركات الصناعية الألمانية المتعثّرة، تجتذب الشركات الصينية المشاركة في المعرض الناس بابتكاراتها، مثل المكانس الكهربائية الروبوتية التي تتسلّق السلالم والأذرع الروبوتية التي تلعب الشطرنج.
وبعدما كانت المنتجات الصينية تعتبر ذات جودة أقل، أصبحت الآن تنافس المنتجات المصنوعة في ألمانيا.
وباتت الشركات الألمانية تحثّ الخطى لمواكبة هذه المنافس، غير أنّ الأمر يبدو شاقا. وفي الوقت الحالي، يأمل كثيرون في أن يبدأ المستهلكون في ألمانيا في الإنفاق مجددا.
وقالت كلينك "آمل أن ينشر موسم عيد الميلاد مزيدا من الحماس بين المستهلكين الألمان".
شركات الإلكترونيات في ألمانيا قلقة من رسوم ترامب - زاجل الإخباري

شركات الإلكترونيات في ألمانيا قلقة من رسوم ترامب - زاجل الإخباري
0 تعليق