•• هذا البائس سيطرت عليه حياة قنوطة من كل الاتجاهات فلم يشعر بطعم الوجود.. عاش حياته دون تنفس طبيعي فتراكم عليه غبار السنين، لتصيبه أوجاع الزمان في مقتل.. خشيَ شرب ماء الحياة النقية فصارت ضحكاته نائمة.. صنع ثقباً في وجه الحياة فجعل كل شيء حوله دامعاً.. باختصار؛ رفض نفحات الخالق ورحماته عليه، فلم يستطع مغادرة أحزانه لتغيب عنه بركات الرحمن الرحيم.
•• هناك مراحل حساسة في رحلة حياتنا بين منتصر ومهزوم.. فئة منتصرة مطمئنة لم تشتكِ جراحات الزمن فأخفق الزمان في ابتلاعها.. ميزت بين مرحلة وأخرى بأرصدة كافية من الخبرة والتجارب فسيطرت على المستقبل.. وفئة أخرى مهزومة جبانة ركبت فُرُساً عرجاء فمرت حياتها بفم فاغر لا تتمكن بعدها من بناء جديد لذاتها.. نشرت قميص أحزانها على حِبال الصدفة فتحولت حياتها إلى ندابة.
•• السير فوق رمال الحياة السعيدة طريق طويل لا ينتهي إلا بالموت.. منا من يتفاقم عليه الألم ويعجز التعود عليه، فيأتيه «الأمل» لينام ساكناً في حضن الليل.. ومنا من تمر عليه أيام قيظ الصيف فتأتيه أيام أخرى يشعر معها بصقيع الشتاء.. ومنا من يفرح بصمت ويحزن بصمت، فتنصر على جبال الجزع.. فمن يوصد الباب على آلامه لن يبكي، والرجال لا يبكون.
أخبار ذات صلة
0 تعليق