عن أمير المدينة.. سلطان الثاني بن سلطان..! - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في كل مرحلة من تاريخ الدولة السعودية تبرز أسماء ارتبطت بالكفاءة والقدرة على أداء المسؤولية بروح منضبطة وواعية. واليوم، مع تولي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز إمارة المدينة المنورة، يجد المتابع نفسه أمام شخصية جمعت بين إرث عائلي عريق وخبرة عملية واسعة في ميادين الدفاع والدبلوماسية والعمل العام.

الأمير سلمان ليس مجرد ابن لمدرسة والده الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، بل هو امتداد لها بملامح عصرية. فقد عُرف الأمير سلطان الأب بسعة صدره وقربه من الناس، وهما الصفتان ذاتهما اللتان لمسهما من عرف الأمير سلمان في مواقع عمله المتعددة. لكن إلى جانب هذا البعد الإنساني، حمل الأمير سلمان صرامة القرار العسكري، ودقة الإدارة الدبلوماسية، بما يذكرنا بجيل القادة السعوديين الذين تدرّجوا في ميادين صعبة قبل أن يتسلّموا مواقعهم الكبرى.

من ساحات الدفاع الجوي إلى الملحقية العسكرية في واشنطن، ومن أروقة وزارة الخارجية إلى موقع نائب وزير الدفاع، راكم الأمير سلمان خبرات متعددة جعلت منه رجل دولة بامتياز. لم يأتِ إلى المدينة المنورة من فراغ، بل جاء مسلحاً بمعرفة متراكمة عن كيفية إدارة الملفات الحسّاسة، والتعامل مع التعقيدات الدولية، وفوق ذلك بحس وطني عالٍ صُقل عبر سنوات من المسؤولية.

اليوم، يقف الأمير سلمان أمام تحدٍّ استثنائي، يتمثّل في قيادة مدينة تحتضن ثاني الحرمين الشريفين وملايين الزوّار سنويّاً. المهمة هنا ليست إدارية فحسب، بل هي مسؤولية حضارية ودينية واقتصادية في آنٍ واحد. فالمدينة المنورة ليست أي مدينة، بل هي القلب الروحي للعالم الإسلامي، وهي أيضاً مدينة يتطلع سكانها إلى مزيد من التنمية وتجويد الخدمات.

اللافت أن الأمير سلمان لا ينظر إلى هذه المهمة بعين الماضي وحده، بل بعين المستقبل أيضاً. حديثه المتكرر عن التنمية، والتحوّل الرقمي، وتطوير الخدمات السياحية، يعكس إدراكاً بأن المدينة المنورة يمكن أن تكون نموذجاً عالمياً يجمع بين الأصالة والحداثة: بين قدسية المكان وتطور العصر.

في زمن تتسارع فيه الأحداث، تبدو الحاجة ماسة إلى قيادة تمتلك المرونة والقدرة على التكيّف، دون أن تفقد بوصلة الثوابت. وهذا ما يميّز الأمير سلمان. فهو القادم من خبرة عسكرية تمنحه الحزم، ومن تجربة دبلوماسية تمنحه الانفتاح، ومن مدرسة إنسانية تمنحه القرب من الناس.

وحين نتأمل شخصية الأمير سلمان بن سلطان، نجد أننا أمام جيل جديد من الأمراء السعوديين الذين يمثّلون توازن الدولة: جذور راسخة في التاريخ، وأجنحة ممتدة نحو المستقبل. وهذا بالضبط ما تحتاجه المدينة المنورة، وما ينتظره منها العالم الإسلامي.

لقد كانت هذه تحية لشخصية تستحق الاحترام والتقدير، عن أمير كان قبساً من عالم أبيه الرحيب، عن سلطان الثاني، عن «سلطان بن سلطان».

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق