بول غريفيث: دبي «حازمة» في تطوير مطاراتها ولندن «مترددة» - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي: أحمد البشير
حذّر بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لـ«مطارات دبي»، من أن مطار «هيثرو» في لندن قد لا يحصل أبداً على مدرج ثالث، نتيجة ما وصفه بـ«تردد الوزراء» وتداعيات مشروع قطار «إتش إس 2» الفاشل.
وقال غريفيث الذي سبق أن أدار مطار «غاتويك» وقاد توسع مطار دبي الدولي ليصبح الأكثر ازدحاماً في العالم في عام 2014، إن سلسلة من المشاريع الفاشلة استنزفت عزيمة الحكومات البريطانية على الاستثمار الجاد في البنية التحتية، رغم أهميتها الحيوية للاقتصاد.
وأوضح غريفيث في مقابلة مع صحيفة التلغراف البريطانية، أن حزب العمال يستحق الإشادة لإعادة مسألة التوسع في «هيثرو» إلى جدول الأعمال، لكنه شدّد على أنه «غير مقتنع» بأن المدرج الجديد سيرى النور.
وأضاف: «الاقتصاد البريطاني بحاجة ماسة إلى المزيد من الطاقة الاستيعابية في قطاع الطيران، وهيثرو يحتاج إلى مدرج إضافي، لكنني لن أصدق ذلك حتى أراه».
كما ذكّر بتاريخ طويل من الوعود غير المنجزة، من مشروع مطار «مابلن ساندز» إلى خطط إضافة مدارج لـ«غاتويك» و«ستانستيد»، والتي انتهت جميعها إلى لا شيء.
وقارن غريفيث، الذي يقود حالياً مشروع إنشاء مطار «آل مكتوم الدولي» بسعة 260 مليون مسافر سنوياً؛ أي ثلاثة أضعاف قدرة هيثرو الحالية، بين أسلوب دبي «الحازم والشمولي» في تنفيذ المشاريع والمطارات الكبرى، وبين التردد السياسي البريطاني بعد تجاوز كلف «إتش إس 2» بشكل ضخم.
وقال: «هنالك انعدام ثقة الآن بقدرة الحكومة على تنفيذ مشاريع بنية تحتية ضخمة بنجاح، وهو أمر نجحنا فيه في دبي».
وأشار إلى أن توسعة مطارات قديمة مثل «هيثرو» صعبة بطبيعتها، إذ صُممت في الأصل لرحلات قصيرة ومباشرة، بينما يفرض عصر «المحاور الجوية» ضرورة وجود اتصال فائق بين المحطات. وانتقد نهج الحكومة البريطانية «المتساهل» في إدارة المشاريع الكبرى، وكذلك اعتمادها المفرط على القطاع الخاص دون رقابة فعالة، وهو ما أدى إلى إخفاقات في مجالات عدة مثل «إتش إس 2» وشركات المياه.
واقترح غريفيث نموذجاً وسطاً شبيهاً بما هو معمول به في دبي، حيث تُدار المرافق الحيوية، مثل المطارات وشركات الطيران تجارياً، ولكنها تظل مملوكة للدولة، ما يضمن التوازن بين الكفاءة والمصلحة العامة.
وفيما يتعلق بمستقبل السفر الجوي، شدد غريفيث على ضرورة جعل تجربة الركاب أكثر سلاسة وسرعة، عبر تقليص المسافات داخل المطارات واعتماد تقنيات متقدمة مثل التعرف على الوجه والفحص الرقمي لجوازات السفر، وهي تقنيات مطبقة بالفعل في دبي.
كما أشار إلى أن التطورات التكنولوجية، مثل دمج أجهزة الفحص بالأشعة المقطعية مع الذكاء الاصطناعي، ستحدث ثورة في إجراءات الأمن وتضاعف القدرة الاستيعابية للمطارات دون الحاجة إلى مساحات ضخمة.
واختتم غريفيث تصريحاته بالتشكيك في مستقبل توسعة «هيثرو» قائلاً: «بالنسبة للمدرج الثالث، لا تحبس أنفاسك».

0 تعليق