المشاريع التي دُشنت خلال الزيارة شملت برامج ومشاريع نوعية في مجالات الصحة والتعليم والغذاء والإيواء، وتأتي هذه الجهود امتداداً لما قدمته المملكة طوال السنوات الماضية. وفي كلمته خلال حفل التدشين، أكد الدكتور عبدالله الربيعة أن سورية لم تغب لحظة عن وجدان السعوديين، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تأتي امتداداً لتوجيهات القيادة السعودية، التي شددت على أن ما لا ترضون تقديمه للسعوديين، لا تقدمونه للسوريين، في رسالة واضحة تعكس مبدأ المساواة والكرامة الإنسانية.
وفي إطار برنامج الزيارة، نُظّمت جولة ميدانية على منطقتي حرستا وجوبر القريبتين من دمشق، وهما من أكثر المناطق التي تعرضت لدمار واسع النطاق خلال سنوات الحرب. المشهد كان صادماً لي ولزملائي، بأبنية متهالكة، شوارع شبه مهجورة، وآثار نزاع طويل المدى محفورة في كل زاوية، أحياء كاملة دُمرت عن بكرة أبيها. وفي الحقيقة أن من يرى ليس كمن يسمع ولن يستطيع تخيل واستيعاب حجم الكارثة كما رأيناها.
في المقابل، كان الجانب الإنساني حاضراً بقوة. فقد استقبل السوريون الوفد السعودي بقلوب مفتوحة، عكست حجم التفاؤل الذي يملأ نفوسهم رغم الألم. بدت ملامح الأمل واضحة على وجوههم، وبرزت بشاشتهم وكرم ضيافتهم في كل محطة من الزيارة، في مشهد يعكس أصالة الشعب السوري وعمق ثقافته في مواجهة التحديات.
كما قدمت رئاسة الجمهورية العربية السورية هدايا ترحيبية للوفد السعودي، حملت رموزاً من التراث والثقافة السورية، في تعبير صادق عن التقدير والاحترام للعلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين.
رسالة الزيارة كانت واضحة: المملكة العربية السعودية لا تنظر إلى سورية من زاوية سياسية فقط، بل من بوابة إنسانية رحبة، تتجاوز الأزمات لتضع الإنسان أولاً. وهي رسالة تعكس رؤية المملكة نحو بناء مستقبل يعمه السلام، ويقوم على الشراكة، والتعافي، والأمل.
أخبار ذات صلة
0 تعليق