تقوم الأمانة بدور المظلة التنظيمية عبر التخطيط العمراني، وتطوير البنية التحتية، وتخصيص المساحات العامة، بما يتيح بيئة آمنة وجاذبة للأنشطة المختلفة. ومن هنا، جاء التعاون مع القطاع الخاص ليضيف بعداً استثمارياً وتنموياً، من خلال تشغيل ورعاية الحدائق والمرافق العامة، وإنشاء مشاريع ترفيهية ورياضية وثقافية، إلى جانب تبني فعاليات موسمية وبرامج مبتكرة تعكس روح المسؤولية الاجتماعية وتضمن استدامة الخدمات.
وفي الجانب الآخر، يبرز القطاع غير الربحي كعنصر إنساني واجتماعي مهم، يضفي على المدينة طابع المشاركة المجتمعية وروح التطوع. فقد ساهمت الجمعيات والمبادرات الأهلية في التشجير، ومعالجة التشوه البصري، وتنظيم حملات توعوية في مجالات الصحة والبيئة، إلى جانب تفعيل الأنشطة الثقافية والتعليمية التي تلامس احتياجات الأهالي وتعزز شعورهم بالانتماء.
هذا التكامل الثلاثي أسهم في بناء صورة جديدة لجدة، كمدينة نابضة بالحياة تجمع بين جمال المكان وروح المجتمع. فحين تضع البلدية الأطر التنظيمية وتوفر التسهيلات، ويستثمر القطاع الخاص في المشاريع التنموية، ويتفاعل القطاع غير الربحي بالمبادرات الإنسانية، فإن النتيجة هي مدينة مزدهرة يعيش فيها المواطن والمقيم تجربة متكاملة.
إن شعار «جدة مجتمع حيوي – شراكة.. تنمية.. ازدهار» ليس مجرد كلمات، بل هو تجسيد لرؤية تنموية طموحة ترى أن صناعة المستقبل مسؤولية مشتركة، وأن نجاح أي مدينة يعتمد على تضافر جهود جميع مكوناتها. وبهذا النهج، تسير جدة بخطى واثقة نحو مكانة متقدمة كمدينة عصرية مستدامة، تليق بتاريخها العريق وطموحات أهلها وتطلعات وطنها.
أخبار ذات صلة
0 تعليق