لأول مرة يتم حشد العدد الكبير من الدول التي ستعترف بالدولة الفلسطينية في الاجتماعات القادمة للأمم المتحدة، لكن إسرائيل بحماقتها الأخيرة صنعت حشداً آخر بمؤتمر قمة عربية إسلامية طارئة سوف يمثل دعماً استثنائياً قوياً لمؤتمر حل الدولتين، وإيقاف الحرب على غزة، وتنبيه العالم مجدّداً بخطورة ما تقوم به إسرائيل على السلم والاستقرار في منطقة حيوية تضم دولاً مهمة سياسياً واقتصادياً، ولا يمكنها قبول الخطر الإسرائيلي المتزايد على أمنها.
هناك أوراق كثيرة ومهمة جداً تملكها الكتلة العربية الإسلامية التي تقف الآن ضد العربدة الإسرائيلية، أوراق سياسية واقتصادية لا يمكن التقليل من تأثيرها إذا تم استخدامها بمهارة وشجاعة، وهذا أنسب وقت لتفعيلها. الكتلة الأوروبية والكتلة الشرقية وغيرها من الدول الموزعة على جغرافية العالم تبدي الآن تفهماً وتضامناً كبيراً مع القضية الفلسطينية والمبادرة العربية لحل الدولتين، وكذلك إدانة ممارسات إسرائيل، وقد تأكد ذلك في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن عقب الاعتداء على قطر.
هذا الحشد العالمي لا يمكن لأمريكا الاستخفاف به والتقليل من تأثيره مهما كانت قوتها ومدى دعمها المطلق لسلطة احتلال لم يمر على التأريخ أسوأ منها. إن أمريكا تثبت المرة تلو الأخرى أن ادعاءات رعايتها للسلام في منطقتنا ليست سوى مغالطة كبرى واستغفال للعقول، كما أنها تؤكد اختلال المعايير في ميزان تحالفاتها، هذا إذا كان فعلاً لها حلفاء حقيقيون آخرون غير إسرائيل. ولكن رغم ذلك لن تستطيع منفردةً الوقوف أمام طوفان عالمي منحاز للحق ضد الباطل.
مرة أخرى، أهم ما يجب أن نفعله، عرباً ومسلمين، هو استخدام أوراقنا بذكاء وشجاعة، ودون تأخير.
أخبار ذات صلة
0 تعليق