السعودية.. عطاء.. وأمان - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
«لا تقدموا ما لا ترضونه للشعب السعودي»..

مقولة عظيمة سمعتها في قلب الحدث وعلى لسان معالي الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أثناء تدشين عدد من المشاريع الإنسانية والإغاثية في سوريا، وتختزل توجيه قيادتنا العظيمة بضرورة تقديم أجود المساعدات والمواد الإغاثية كالأجهزة الطبية والخدمات، بحيث لا تقل عن مستوى ما يقدم للمجتمع السعودي.

حين تكون محاطاً بالنعم فإنك وإن حاولت استشعار آلام الآخرين فلن تلامسها كما يلامسها المكتوي بها، المتقلب في لهيبها، فنحن -السعوديون- شعب حباه الله بنعم كثيرة أهمها (الأمان)، فضلاً عن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والقيادة الحكيمة والوعي العام المتفرد بأهمية ذلك كله، مع مراعاة حاجات الشعوب الأخرى والانخراط في الأعمال التطوعية والإنسانية المختلفة.

رافقت مع عدد من الزملاء والزميلات إحدى رحلات «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» الأسبوع الماضي والتي كانت متجهة إلى سوريا لتدشين 62 مشروعاً خيرياً وتنموياً للشعب السوري الشقيق، وكانت للحق رحلة مليئة بالعطاء والإبهار والمشاعر والدموع، فالعطاء كلمة لا تصف ما تبذله المملكة ممثلة بمركز الملك سلمان من ضخ المساعدات الإنسانية والتنموية سواء غذائية أو طبية أو مشاريع تنموية مستمرة، والإبهار كان بحجم هذه المساعدات إلى جانب الدقة في دراسة احتياج الشعب السوري وتلمس ما ينقصه، فالطاقم التابع للمركز والذي يحمل على كاهله شحن وتوزيع وتنفيذ المساعدات هو طاقم يبهرك في العطاء والوفاء والتحمّل، فالطبيب يسارع في تنفيذ العمليات الكبرى حالة بعد الأخرى رغم الإجهاد، وطواقم التوزيع تخترق المناطق البعيدة والخطرة لتمد يد العون لأدنى وأبعد نقطة في الجمهورية، وأصحاب المشاريع التنموية الخيرية يسابقون الوقت لبناء مشاريع تسد احتياجات الشعب السوري في شتى المناطق كمطاحن الدقيق والمخابز وخلافه، هذا جزء من محيط العطاء المتلاطم الذي يترأسه معالي الدكتور عبدالله الربيعة والكوادر المرافقة لمعاليه من إداريين وتنفيذيين ومتطوعين.

أما المشاعر فلم تكن فقط بقدر الفخر بهذا الوطن العظيم الممتد بعطاء لا يتوقف، بل أيضاً بحجم ما لقيناه من محبة وكرم من إخوتنا السوريين الذين يتسابقون لتقديم كلمات الوفاء والامتنان للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، وضيافة فاقت اتساع رقعة هذا البلد المنكوب، فبدأت رحلتنا بالأسف على حجم الأضرار التي شهدناها في طريقنا وتحديداً في حرستا وجوبر وعشرات الكيلومترات التي مررنا بها وعلى جانبيها دمار كامل لمبانٍ كانت أثراً بعد عين ومشاعر متأججة لما تحت الأنقاض!

كانت مشاركتنا أشبه بنافذة صغيرة نطل عبرها على محيط شاسع من العطاء المتدفق لمملكة الإنسانية والبذل، مملكة الخير الذي عمّ أرجاء المعمورة من أدناها إلى أقصاها، والوقوف ولو قليلاً على جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في قلب الحدث.. وعلى أرض الواقع المرير للإنسان.. ويد تمتد بكل ما يحتاجه من مقومات الحياة الكريمة.

حفظ الله هذا الوطن العظيم بقيادته العظيمة وشعبه الوفي مستقراً آمناً معطاءً ونبراساً للخير والبذل وإغاثة الملهوفين في مشارق الأرض ومغاربها.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق