الحجازي: تعويم الدينار قد يفاقم معاناة المواطنين في ظل غياب إصلاحات أوسع
ليبيا – قال المحلل السياسي الدكتور خالد محمد الحجازي إن الدعوات إلى تحرير الدينار أو ما يُعرف بالتعويم مقابل العملات الأجنبية تعكس إدراكًا بأن وجود أكثر من سعر للصرف يفتح المجال للفساد والاحتكار، معتبرًا أن البعض يرى في التعويم آلية لتقليل المضاربة.
ضغوط دولية وانعكاسات سياسية
وأوضح الحجازي، في تصريح لموقع “إرم نيوز”، أن هذه المطالب تأتي أحيانًا استجابة لضغوط مؤسسات مالية دولية مثل صندوق النقد، التي تعتبر التعويم أداة إصلاحية، غير أنها تعكس أيضًا الأزمة السياسية القائمة في ليبيا.
مخاوف من الغلاء وتآكل القدرة الشرائية
وأشار إلى أن أي تعويم مفاجئ سيرفع أسعار السلع المستوردة ويؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للدينار، ما سيزيد من معاناة المواطنين في ظل غياب شبكة حماية اجتماعية قوية.
موقف المصرف المركزي
وبيّن الحجازي أن موقف مصرف ليبيا المركزي عادةً ما يكون حذرًا، لافتًا إلى أن التجربتين السابقتين عامي 2018 و2021 أظهرتا أن تعديل سعر الصرف لا يتم إلا بوجود توافق سياسي وضغط من السوق.
أزمة ثقة في الاقتصاد
وختم الحجازي بالقول إن الدعوات إلى التعويم تعكس أزمة ثقة في الاقتصاد الليبي ورغبة في كبح السوق السوداء، لكنها قد تؤدي إلى تعميق الغلاء ومعاناة المواطن، مؤكدًا أن أي تحرك من المركزي سيبقى مرهونًا بالتوازن بين الضغوط السياسية والاقتصادية، ولن يتجه إلى تعويم شامل دون إصلاحات أوسع تضمن السيطرة على الفساد وحماية الفئات الضعيفة.
0 تعليق