Published On 8/9/20258/9/2025
|آخر تحديث: 08:33 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:33 (توقيت مكة)
"تاي يانغ هو" قطار فاخر مدرع صنع في كوريا الشمالية، ومجهز بأسلحة مختلفة، وهو وسيلة النقل الرسمية والمفضلة لزعيم البلاد كيم جونغ أون. استقله في تسع من رحلاته الخارجية منذ توليه السلطة عام 2011، وبسبب تحصينه الهائل أطلقت عليه عدة أسماء منها "القلعة المتحركة" و"الحصن المتنقل" و"القصر المتنقل".
لماذا القطار بدلا من الطائرة؟
تستخدم عائلة كيم الحاكمة القطارات بدلا من الطائرات، وهو تقليد عائلي اعتمدته منذ عقود، بدأ في عهد مؤسس كوريا الشمالية كيم إل سونغ، الجد الذي اعتمد السفر بالقطارات أثناء فترة حكمه من 1948 حتى وفاته عام 1994.
وسمي القطار "تاي يانغ هو"، وهي كلمة كورية تعني الشمس، في إشارة لمؤسس كوريا الشمالية وتكريما لما قدمه للبلاد.
كما عرف عن العائلة خوفها من الطيران، حتى إن الزيارات الخارجية لكيم جونغ إيل، والد كيم جونغ أون، اقتصرت على الرحلات البرية إلى الصين وروسيا على متن القطار المصفح، الذي صنع في مصانع بيونغ يانغ الخاصة.
ففي عام 2001 سافر من بيونغ يانغ إلى موسكو في رحلة استغرقت حوالي 24 يوما، قطع أثناءها 20 ألف كيلومتر ذهابا وإيابا.
ورغم الروايات القائلة بخوف العائلة من الطيران، فإن كيم جونغ أون سافر مرتين جوا سنة 2018، الأولى إلى سنغافورة لحضور القمة التي جمعته بنظيره الأميركي دونالد ترامب، والثانية للقاء الرئيس الصيني شي جينغ بينغ بمدينة داليان الصينية.
ولا تتعدى سرعة القطار 60 كيلومترا في الساعة بسبب ثقل الدروع المحيطة به، إلا أن الزعيم الكوري واصل تقليد عائلته لأسباب أمنية بالدرجة الأولى.
ويرى زعيم كوريا الشمالية أن فرص النجاة في الطائرة ضئيلة جدا، إن لم تكن منعدمة في حال التعرض لهجوم جوي، في حين أن القطار يمنح أمانا أكبر ويساعد في الحفاظ على السرية أثناء التنقل.

المزايا والمواصفات
يتألف "الحصن المتنقل" من 90 عربة تحتوي على غرف نوم وأخرى للضيوف ومطاعم وقاعة اجتماعات مجهزة بأحدث المعدات، إضافة إلى قاعة عروض فنية للترفيه أثناء الرحلات الطويلة.
يحمل القطار -ذو اللون الأخضر الزيتوني المزين بالذهب- الرقم التسلسلي 0001 و0002، وهي أرقام مخصصة لكبار الشخصيات في كوريا الشمالية.
إعلان
يحتوي القطار على أقسام عدة، فبعض العربات مخصصة للرئيس وتضم غرف قيادة وغرف نوم ومكاتب، بينما يستخدم أفراد الأمن والطاقم الطبي العربات الأخرى.
تحصين وحماية عسكرية
تتميز "القلعة المتنقلة" بهيكل مدرع يحميها من الصواريخ والقذائف الصغيرة، كما زودت بنوافذ مضادة للرصاص وأرضية مضادة للانفجارات، إضافة إلى أرضيات مقاومة للألغام.
ويرافق قطارَ "تاي يانغ هو" قطاران إضافيان، واحد أمامه لتأمين المسار وآخر خلفه يحمل عناصر الحماية الخاصة، مما يوفر حراسة إضافية تجعله صعب الاختراق.
ولتعزيز الحماية أكثر زودت أسقف عربات القطار بأنظمة اتصالات متطورة قادرة على التواصل مع الأقمار الصناعية، وأنظمة مشفرة تمنع التعرض للتجسس والمراقبة.
يحمل القطار على متنه سيارات مدرعة وطائرة هليكوبتر يمكن استخدامها في حالة التعرض لهجوم مباغت، أما العربات الحيوية التي تضم غرف القيادة ومكاتب الرئيس فزودت بدرع إضافي يعزز أمنه حتى في أخطر السيناريوهات.
ولدى القطار نظام إنذار مبكر متطور يكشف التهديدات الجوية والبرية، مما يمنح طاقم الحماية الوقت الكافي للاستجابة الفورية.

آلية العمل
وعند زيارة الزعيم كيم جونغ أون روسيا في سبتمبر/أيلول 2023 ظهرت تفاصيل حول آلية عمل القطار، فبعدما وصل إلى محطة كاهاسان على الحدود بين كوريا الشمالية وروسيا، أعيد تصميم عجلاته لأن عرض مسارات السكك الحديدية يختلف في البلدين.
وأوضح مهندس السكك الحديدية السابق كيم هان تاي أنه عند دخول القطار إلى الأراضي الصينية جرته قاطرات صينية خضراء اللون من نوع "دي إف 11 زد".
ويتمثل السبب في أن العمال المحليين هم من يديرون السكك الحديدية الصينية وأنظمة الإشارات هناك، لذلك فالقاطرات الصينية هي من تتحكم في قطار "تاي يانغ هو" عند سيره على سككها.
ولا يعتبر هذا القطار مجرد وسيلة نقل فقط، بل هو رمز للقوة والسيطرة، كما أنه يعكس التقاليد السياسية للنظام في كوريا الشمالية.
0 تعليق