يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الشامل على قطاع غزة لليوم الـ709 على التوالي، مخلفًا دمارًا هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتفاقم سياسة التجويع الممنهج وتتواصل المجازر اليومية، خاصة في مدينة غزة التي تتعرض لقصف عنيف بهدف تهجير سكانها قسريًا.
كارثة إنسانية وتجويع معلن
في تطور هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، أعلنت الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، وعلى رأسها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، عن وجود مجاعة رسمية في محافظة غزة وشمال القطاع، مؤكدة أن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون جوعًا "كارثيًا".
هذه الكارثة هي نتاج مباشر للحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال وإغلاقه للمعابر، مما أدى إلى انهيار كامل للمنظومة الإنسانية والصحية.
وقد وثقت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف إلى 420 شهيدًا، بينهم 145 طفلاً، مع تسجيل 7 وفيات جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية وحدها.
وتتواصل المأساة باستهداف قوات الاحتلال للمدنيين الذين يحاولون الحصول على المساعدات الشحيحة التي تسقط جوًا، حيث ارتفعت حصيلة "شهداء لقمة العيش" إلى 2,484 شهيدًا وأكثر من 18,117 جريحًا، بعد استشهاد 5 مواطنين وإصابة 26 آخرين يوم السبت.
تصعيد ميداني وتهجير قسري
ميدانيًا، تتركز عمليات جيش الاحتلال على مدينة غزة، حيث تشن الطائرات غارات عنيفة ومكثفة على الأبراج السكنية والمنازل، بالتزامن مع قيام القوات البرية بنسف مربعات سكنية كاملة. وتأتي هذه الهجمات في إطار خطة ممنهجة لتهجير أكثر من 1.3 مليون نسمة من سكان المدينة ونازحيها نحو جنوب القطاع، رغم انعدام مقومات الحياة هناك.
وقد شمل القصف الإسرائيلي يوم السبت ثلاث مدارس تابعة للأونروا في مخيم الشاطئ كانت تؤوي آلاف النازحين، بعد إنذارهم بضرورة الإخلاء الفوري.
كما استهدفت الغارات تجمعات للمواطنين ومنازل في أحياء الأمل بخان يونس، والزيتون وتل الهوا واليرموك بمدينة غزة، مما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء.
حصيلة ضحايا لا تتوقف
أعلنت المصادر الطبية، يوم السبت، عن ارتفاع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 64,803 شهداء و164,264 مصابًا.
وخلال الـ24 ساعة الماضية فقط، وصلت جثامين 47 شهيدًا و205 مصابين إلى مستشفيات القطاع، بينما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.
سياق سياسي ودولي
على الصعيد السياسي، يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع مصادقة الكابينيت الإسرائيلي على خطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للمضي قدمًا نحو "احتلال كامل لقطاع غزة"، متجاهلاً الانتقادات الدولية المتصاعدة التي تتهم كيان الاحتلال بارتكاب "إبادة جماعية".
وفي هذا السياق، يصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب لبحث التوترات الإقليمية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير في قطر ومحاولة اغتيال قيادات من حركة حماس، والتي أعلنت الحركة عن نجاة رئيسها في الخارج خليل الحية منها.
0 تعليق