تصاعد ميداني وسياسي بين غزة والقدس.. ضغوط على الاحتلال وتكثيف الجهود الدبلوماسية - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 


تعيش المنطقة على وقع تصعيد ميداني وسياسي متسارع، عقب العملية الفدائية في القدس التي أسفرت عن مقتل 6 إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، وما تلاها من غارات إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة خلفت عشرات الشهداء والجرحى.

كما دخلت الوساطات الأميركية والقطرية والمصرية على خط محاولات تثبيت تهدئة جديدة، برزت مواقف متباينة من حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية، في وقت عبّر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رفض بلاده القاطع لأي سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين.


حماس ترحب بالوساطات وتتمسك بالانسحاب الكامل

في تصريح صحفي، أكدت حركة "حماس" أنها تلقت عبر الوسطاء أفكارًا من الجانب الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، معلنة ترحيبها بأي تحرك يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
الحركة شددت على استعدادها الفوري للجلوس على طاولة المفاوضات لإطلاق سراح جميع الأسرى، شرط إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع، مع تشكيل لجنة لإدارة غزة من شخصيات فلسطينية مستقلة.
كما انتقدت الحركة مماطلة الاحتلال في الرد على اتفاق 18 أغسطس الذي تم التوصل إليه في القاهرة برعاية أميركية، متهمة إسرائيل بالانقلاب على التفاهمات واستمرارها في ارتكاب "مجازر وتطهير عرقي".


الاحتلال يلوّح بتشديد الإجراءات

من جانبه، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملاحقة منفذي عملية القدس وكل من ساهم فيها، مؤكدًا أن إسرائيل "تقاتل على عدة جبهات" وأن العمليات الفلسطينية "لن تقيد أيدينا بل ستزيد من تشددنا".
وزراء في الحكومة اليمينية صعّدوا خطابهم؛ إذ دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المستوطنين لحمل السلاح في كل مكان، بينما طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بمحو السلطة الفلسطينية من الخريطة.

 


غارات دامية ومواقف دولية متصاعدة

وزارة الصحة في غزة أعلنت استشهاد 67 فلسطينيًا وإصابة 320 آخرين خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 64 ألف شهيد و163 ألف مصاب.
وفي الضفة، استشهد فلسطيني وأصيب آخران بجروح خطيرة برصاص قوات الاحتلال في مخيم جنين.
على الصعيد الدولي، تزايدت الأصوات المنددة بالتصعيد، حيث وقع نحو 1500 عامل في صناعة السينما والتلفزيون بالعالم عريضة لعدم التعاون مع أي جهات متورطة في "إبادة الفلسطينيين".

 


مصر تجدد رفض التهجير وتطرح مبادرة للإعمار

في خطاب رسمي، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رفض مصر القاطع لأي محاولة تهجير قسري للفلسطينيين خارج أرضهم، محذرًا من أن إسرائيل توسع عملياتها العسكرية لتحقيق هذا المخطط.
السيسي أكد أن بلاده ستستضيف فور التوصل إلى وقف إطلاق النار مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار غزة، مجددًا إدانة مصر للممارسات الإسرائيلية، بما في ذلك التوسع الاستيطاني ومحاولات فرض السيادة على الضفة الغربية.

 

هجمات إقليمية تزيد الضغط

في سياق متصل، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية نوعية بثلاث طائرات مسيرة استهدفت مطاري اللد ورامون، إضافة إلى هدف حساس في ديمونة، مؤكدة تحقيق إصابات دقيقة. وربطت صنعاء عمليتها بدعم صمود الفلسطينيين، معتبرة أنها "إسناد مباشر" لغزة والقدس.


نهاية المشهد

يؤكد تسارع التطورات أن المشهد الفلسطيني-الإسرائيلي دخل مرحلة أكثر خطورة، حيث تتقاطع العمليات الميدانية مع تحركات إقليمية ودولية، وسط رفض شعبي ورسمي عربي لمحاولات فرض التهجير. وبينما تواصل "حماس" اتصالاتها مع الوسطاء، يبقى مستقبل التهدئة مرهونًا بمدى استعداد الاحتلال لتقديم التزامات واضحة، في وقت يترقب فيه العالم مآلات التصعيد ونتائج التحركات الدبلوماسية.

0 تعليق