عبر «عكاظ».. اختصاصيان يُقدّمان للطلاب وصفة لكسر قلق المدارس - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
فيما تستعد الأوساط التربوية والتعليمية لبداية العام الدراسي الجديد، يعيش الكثير من الطلاب والطالبات حالة من التوتر والقلق الممزوج بالحماس. فالانتقال من أجواء الإجازة الطويلة إلى روتين المدرسة قد يترك أثراً نفسياً يحتاج إلى تفهّم ودعم من الأسرة والمدرسة على حدٍّ سواء ويرى استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور أحمد الألمعي عبر «عكاظ»

أن تهيئة الطفل نفسيّاً لمدة أسبوع قبل العودة إلى المدرسة تعني منحه الوقت والمساحة للتأقلم مع التغيير القادم، ويمكن للأهل البدء بجدول يومي يشبه أيام الدراسة مثل النوم المبكر، الاستيقاظ في وقت محدد، تنظيم ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية، فهذه الخطوات البسيطة تبعث الطمأنينة لدى الطفل وتشعره بأن العودة للمدرسة ليست مفاجئة، بل جزء طبيعي من حياته.

ومن أبرز المشكلات التي يواجهها الأطفال، خصوصاً في السنوات الأولى، ما يُعرف بـ«قلق الانفصال»؛ اذ يخشى الطفل الابتعاد عن والديه. ويظهر ذلك في نسبة من الصغار في مرحلة الحضانة والروضة، والتعامل معها بطريقه صحيحة مهم جداً حتى لا ينشأ عن ذلك مضاعفات. قد يظهر ذلك في صورة بكاء صباحي، رفض ارتداء الزي المدرسي، أو شكاوى جسدية مثل الصداع وآلام البطن، والحل يكمن في التدرج كاصطحاب الطفل في الأيام الأولى وتوديع قصير مليء بالحب والطمأنة وتشجيعه على بناء صداقات جديدة وتجنب حضور الأم أو المربية إلى داخل المدرسة فذلك غير مفيد. وعلينا أن لا ننسى أن كثيراً من الأمهات قليلات الخبرة قد يعانين أنفسهن من قلق الانفصال عن أطفالهن، وعليهن التنبّه لذلك والتعامل معه بطريقة صحيحة، فغالبية الأطفال يتغلبون على قلق الانفصال خلال أسبوعين تقريباً ويتعودون على حضور المدرسة، وفي حالات رفض المدرسة المستمر يجب البحث عن الأسباب العميقة، هل هي صعوبة تعليمية أم تنمر من زملاء أم قلق داخلي يحتاج إلى استشارة نفسية؟

يرى الدكتور أحمد الألمعي أن العلاقة بين الأسرة والمدرسة شراكة، وليست مسؤولية منفردة، وعلى الأهل أن يتواصلوا مع المعلمين لمعرفة سلوك أبنائهم داخل الصف، وأن يقدموا للمدرسة صورة عن حاجات الطفل النفسية والاجتماعية. بالمقابل، يجب أن تُظهر المدرسة مرونة في التعامل مع الطلاب الجدد أو المتوترين، وأن تقدم الدعم النفسي والتربوي لهم.

كما يحتاج الطلاب إلى تعلم مهارات التكيف لمواجهة المواقف الصعبة كتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، وتعليمهم أساليب الاسترخاء البسيطة وتحفيزهم على وضع أهداف صغيرة يومية تعزّز من ثقتهم بأنفسهم كل هذه الممارسات تساعد الطفل على تخطي القلق والاندماج بشكل صحي في بيئة المدرسة.

ينصح الألمعي بإجراء حوار مفتوح مع الأبناء عن مشاعرهم تجاه العودة للمدرسة، وزيارة المدرسة قبل بدايتها للتعرف على المكان والمعلمين، وتجهيز المستلزمات المدرسية مع الطفل لتعزيز شعوره بالمسؤولية، ومدح وتشجيع أي سلوك إيجابي يبديه الطفل في أيامه الأولى، وتجنب التهديد أو المقارنة مع الآخرين، والتركيز على التقدّم الشخصي وبناء علاقة تعاونية مع المدرسة لمصلحة الطفل حتى لا يلجأ الطرفان للوم الآخر ويكون الطفل هو الضحية، وعلى الأمهات ممن يعانين من اضطرابات قلق عمل استشارة نفسية مع مختص قد تشمل نوعاً من العلاج يسمى «العلاج السلوكي المعرفي»؛ لكي لا ينعكس ذلك على قدرة أطفالهن على التأقلم مع بداية الدراسة وحتى لا يسبب ذلك مشكلات أسرية.

-----

النوم الصحي وعدم إرباك الساعة البيولوجية

استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح يضع حزمة من المعالجات منها التهيئة النفسية، بمعنى الاستعداد النفسي لمرحلة جديدة من التحصيل الدراسي والعلمي، وأن يترجم حماسهم لتلقي العلم بالرغبة والشغف والعودة القوية والعزيمة والمثابرة والاجتهاد، فكل هذه العوامل تقود للتفوق والنجاح وتنظيم الوقت، بمعنى أن لا يهدر الوقت بعد العودة من المدرسة في أمور غير مفيدة، مثلاً إضاعته الوقت في الأجهزة الإلكترونية، فالجمع بين العلم والترفيه مطلوب لتحقيق النجاح ومراجعة الدروس أولاً بأول، مع العودة لنظام الفصلين هناك متسع من الوقت للتنظيم وعدم تكدس الدروس.

ومن المعالجات أيضاً الحرص على النوم الصحي أي النوم والاستيقاظ المبكرين وتجنب السهر، وينطبق ذلك حتى في أيام الإجازات الأسبوعية لعدم إرباك الساعة البيولوجية والحرص على تناول الفطور الصباحي قبل التوجه للمدرسة كونها أول وجبة يتناولها الفرد بعد ساعات متواصلة من الراحة، على أن يكون الفطور صحيّاً وبعيداً عن الوجبات الجاهزة التي لا تفيد الجسم وتناول الماء بشكل جيد حتى في حال عدم الشعور بالعطش لتفادي متاعب ارتفاع درجات الحرارة، خصوصا المناطق التي تسجل هذه الأيام درجات عالية من الحرارة. وأخيراً الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية وتسخير الوقت في الأمور المفيدة، إذ يترتب على الجلوس ساعات طويلة أمام الأجهزة العديد من المشكلات الصحية.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق